شكّل تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في حدّ ذاته تجسيدًا لطموح قيادتها الذي لا تحدّه الحدود، وهو ما يتجلّى الآن في تخطّيها حدود الأرض، وصولًا إلى الفضاء، والولوج إلى مرحلة إحلال الطاقة النووية السلمية محلّ الطاقة الأحفورية، وتحويل التحديات إلى فرص مشرَعة الأبواب أمام جميع فئات المجتمع، الحريصة على الوقوف خلف قيادتها الرشيدة، والمُضي بمسيرة النمو والتنمية نحو مستقبل مشرق.
ومنذ نشأة الدولة، ظلّ شباب الإمارات عنصرًا مهمًّا وفاعلًا في مجتمعهم، فقد احتضنت قيادتنا الرشيدة أحلامهم وعزّزت طموحاتهم، ووفّرت لهم الظروف المناسبة والبيئة المشجّعة، ففاق عطاؤهم كلّ التوقعات وحافظوا على التوازن بين سعيهم نحو الانفتاح وبين التزامهم بروح الأصالة والمحافظة على التقاليد التي من شأنها أن تمنح المكان خصوصية ثقافية وهوية متميزة.
وفي هذا الإطار لم يكن مستغربًا أن يفوز عمران شرف برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، ليجعل ذلك الإمارات محطّ اهتمام عالمي وخصوصًا من قِبل الإعلام الذي ركّز على صورة الدولة المتطوّرة التي أصبحت محطّ إعجاب من لدُنِ الكثيرين.
وتأكيدًا لما توليه القيادة الرشيدة من عناية بالشباب وبدورهم الكبير في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي، جاءت تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التي قال فيها (انتخاب ابن الإمارات المهندس عمران شرف «مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ»، رئيسًا للجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي.. إنجاز جديد للدولة يجسّد تقدير العالم لبرامجها وإسهاماتها في مجال الفضاء.. نتمنى له التوفيق والنجاح في قيادة هذه اللجنة لتنفيذ أهدافها ومشاريعها).
وفي الإطار ذاتِه قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «فخور بفوز الإمارات برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي التي تضمُّ 100 دولة وتضمن الوصول العادل والسلمي للفضاء لهذه الدول. فخور بابن الإمارات عمران شرف، وبتقلّده هذا المنصب الدولي الرفيع.. شباب الإمارات أوصلونا للفضاء ويقودون ملفات عالمية ويديرون مؤسسات دولية».
وليس بمُستغرَب أن يحقّق شباب الإمارات مثل هذا الإنجاز العالمي، ذلك أنهم قد حظوا بتوجيهات كريمة ومتابعة مباشرة من لدُن القيادة الرشيدة التي ما فتئت تتطلّع لرؤيتهم يكتسبون الخبرات المهنية والأكاديمية ويصقلون شخصياتهم القيادية ليكونوا ضِمن الكفاءات الجديدة، التي تطمح القيادة إلى تسليمها زمام مسيرة الحداثة والتطوّر التي تعبر بالدولة إلى مرحلة ما بعد الخمسين.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية