تحظى دولة الإمارات لدى المصريين بمكانة كبيرة، فمنذ اليوم الأول للتأسيس لم تقع أزمة واحدة بين البلدين، بل كانت العلاقات في أعلى مستوياتها منذ القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مروراً بعهد الشيخ خليفة، الذي وصفه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بـ«مرحلة التمكين».. ثم ها هي العلاقات تخطو إلى حقبة جديدة من الشراكة والصداقة.
بقدر الحزن على رحيل الشيخ خليفة بن زايد، بقدر الارتياح والثقة في العهد الجديد، فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، هو وجه الإمارات العالمي منذ أعوام طويلة، نعرفه ويعرفنا، ولقد توثقت علاقته بالقاهرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولطالما حظيت القمم الثنائية بينهما بالاهتمام الواسع والتقدير الكبير.
خلال مسيرته الحافلة كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد امتداداً لمؤسسة الشيخ زايد، حيث ورث منه العقلانية والهدوء. وحسب وصف الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في مذكراته: الشيخ محمد بن زايد كان يتحدث معي عن انتفاضات عام 2011 بهدوء ورصانة.
في تلك السنوات استطاع الشيخ محمد بن زايد أن يكون فاعلاً أساسياً في العالم العربي، وأن يضع الإمارات على خريطة القوة الإقليمية، وحسب تعبير السيد عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، فإن «الشيخ محمد بن زايد شخصية رئيسية في العالم العربي».
إن أبرز ما يمثله الشيخ محمد بن زايد هو كونه المؤسس لعصر الحداثة الإماراتي، إذْ أصبحت الإمارات عنواناً رئيسياً في مشروعات الحداثة العربية، حيث حققت البلاد ثورة حقيقية في التعليم والبحث العلمي، ابتداءً من تطوير المدارس والمناهج، وصولاً إلى مسبار الأمل الذي يواصل عمله عند كوكب المريخ. 
ثم إن الإمارات راحت تعمل في مجال الطاقة المتجددة، وقد أصبحت «مدينة مصدر» عنواناً على السعى الجاد للتكيّف مع نداءات البيئة العالمية، والعمل على الاستجابة للرؤى الأممية بشأن الحياد الكربوني.
من يتأمل النهضة الحداثية الإماراتية، والتي شهدت الانتقال من اقتصاديات الصيد واللؤلؤ إلى الاقتصاديات الجديدة، والمبادرات الخلاقة في مجالات عديدة، سوف ينظر بإعجاب شديد على ذلك النجاح الكبير في تحويل الكثبان الرملية إلى ناطحات سحاب، والصور القديمة إلى صور مدهشة ومواقع خلاّبة.
لقد كانت كلمات الممثل الأميركي العالمي ويل سميث معبرة عن ذلك الانتقال إلى عصر الحداثة وما بعدها. كتب ويل سميث عن زيارته برج خليفة في دبي: «هل شعرت يوماً بأنك تقف على قمة العالم؟».. كانت تلك العبارة الهوليودية دقيقة في وصف ذلك العمران الرائع الذي بات يمثل الصورة الذهنية لدولة الإمارات في العالم.
لقد توازى عصر الحداثة الإماراتي مع تمتين أواصر الاتحاد، وتعزيز قوة الدولة، وإيمان المواطنين بقادتهم ودولتهم. وقد كان دور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أساسياً في تقوية الاتحاد وحماية الدولة، وحسب تعبير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «إن الشيخ محمد بن زايد هو ظل زايد، وامتداده فينا، ومؤسس مئوية دولتنا، وحامي حمى اتحادنا».. هي الأكثر تعبيراً عن ذلك الدور الوحدوي لرئيس الإمارات الجديد.
يتمنى المصريون لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.. كل التوفيق، ويتمنون لدولة الإمارات الشقيقة والصديقة مزيداً من الازدهار والاستقرار.

كاتب مصري