بدأت دولة الإمارات مع انتخاب المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع، أول أمس السبت، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئيساً للدولة، مرحلة جديدة تتزامن مع دخولها نصف القرن الثاني في مسيرتها التنموية الرائدة التي دشنها ووضع ركائزها القائد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على دربه المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، فرحل تاركاً الإمارات وقد راكمت الكثير من الإنجازات الرائدة في شتى المجالات على النحو الذي أصبحت معه دولة الإمارات نموذجاً في التنمية والعطاء والإنسانية.
ولدى الإمارات في هذه المرحلة التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، طموحات لا حدود لها في تحقيق المزيد من الإنجازات والتميز في المجالات كافة، ففي نهاية نصف القرن الحالي، تطمح الإمارات لأن تكون الدولة رقم (1) على مستوى العالم، ومن هنا يمكن وصف عصر سموه بأنه سيكون عصر الانطلاقة الكبرى باتجاه تحقيق الطموحات الكبيرة لدولة الإمارات ولمواطنيها، الذين اعتادوا على هَدْيٍ من فكر القيادة الرشيدة على حصد المراتب المتقدمة، إن لم يكن المركز الأول الذي هو الطموح الدائم لنا. 
وفي البداية، لا بد من التأكيد أن الانتقال السلس للسلطة من المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو ما حدث كذلك عند انتقال السلطة من القائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إلى الشيخ خليفة، رحمه الله، يؤكد رسوخ آليات التداول السلمي للسلطة، استناداً إلى القواعد الدستورية وما استقر عليه العرف السياسي في هذا الشأن في دولة الإمارات، لتثبت التجربة الاتحادية لدولة الإمارات مدى تجذّرها ورسوخها، وهذه الحقيقة هي رهاننا الأساسي للطموح إلى مستقبل أكثر إشراقاً. 
ومما لا شك فيه أن لدى مواطني الإمارات الكثير من الاعتبارات الخاصة للمراهنة على الانطلاقة الكبرى لدولتهم في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وتتمثل أبرز هذه الاعتبارات فيما يأتي: 
أولها، أن سموه قد نشأ وترعرع في مدرسة القائد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع أسس التجربة التنموية بالتركيز على بناء الإنسان كأولوية وصاغ هوية السياسة الإماراتية على الصعيدين الداخلي والخارجي، ولذلك، فإن سموه سيكون، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «ظل زايد وامتداده فينا». 
وثانيها، أن سموه لديه خبرة سياسية عريضة ومعتبرة في إدارة جميع ملفات السياسة الداخلية والخارجية، حيث إن سموه عاصر تجربة التأسيس وشارك بدور فاعل في إدارة مرحلة التمكين جنباً إلى جنب مع المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه. 
وثالثها، أن التفكير المستقبلي والعمل بشكل ممنهج رصين هو عنصر جوهري في الرؤية الفكرية لسموه التي تتميز بالشمول والانفتاح المدروس على المستقبل، وهنا تجب الإشارة إلى تأكيد سموه أكثر من مرة على الضرورة الحاسمة لتهيئة كل قطاعات الدولة لمرحلة ما بعد النفط، الذي يمثل بالفعل طاقة غير متجددة ستنفد في يوم ما. 
ورابعها، أن سموه يعطي أهمية خاصة لترسيخ التجربة الاتحادية وتعزيز التلاحم المجتمعي، فهو صاحب مقولة «البيت متوحد»، وهذان أمران لازمان للمضي قُدماً في سبيل تحقيق المزيد من الإنجازات وبلوغ أهدافنا التنموية. 
وخامسها، أن لدى سموه رؤية عصرية لمواصلة حصد الإنجازات وترسيخ قواعد النموذج التنموي لدولتنا، حيث إن سموه هو صاحب الدعوة الدائمة لأن نبني «اقتصادًا معرفيًّا حقيقيًّا أساسه الابتكار والإبداع والعلوم الحديثة، ونُشيِّد الأسس القوية لاستدامة التنمية للأجيال القادمة». 
وسادسها، أن سموه لديه اهتمام خاص بتعزيز رفاهية مواطني الدولة، من خلال توفير كل الخدمات المطلوبة لحياة كريمة مثل الإسكان والصحة بمعايير عالية، وقد عُرِف عن سموه قربه الشديد من المواطنين وحرصه على التواصل الدائم معهم، وهو يحظى بحب وتقدير شديدين من أبناء شعبه. ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى أن سموه يعطي التعليم، الذي يُعدُّ السلاح الحقيقي لعملية التنمية أهمية كبيرة، وقد أكد سموه في مناسبات عدة، أن «أبناءنا الطلبة هم ذخرنا ورصيدنا واستثمارنا للمستقبل». 
وإذا كانت الاعتبارات السابقة تملؤنا ثقة بأن دولة الإمارات ستدشن في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مرحلة جديدة على الصعيد الداخلي، يتعزز فيها نموذجنا التنموي ورفاهية المواطن ونواصل فيها مسيرة الإنجازات الرائدة، فإن ثمة اعتبارات أخرى تؤكد أن دولة الإمارات في عهد سموه سوف تواصل تعزيز مكانتها على الصعيد الخارجي، والقيام بدور فاعل في عدد من الملفات الحيوية، ومنها أن سموه يعطي أهمية خاصة لتوثيق علاقات الإمارات بأشقائها في دول مجلس التعاون والعالم العربي، ولدى سموه علاقات أخوية وثيقة مع قادة دول الخليج العربي والدول العربية الأخرى، كما أن سموه يعطي أهمية كبرى لتوثيق العلاقات مع القوى الدولية المختلفة، بهدف تنويع التحالفات الدولية للإمارات وتعزيز المصالح المشتركة، ولدى سموه كذلك علاقات متينة مع قادة هذه الدول. 
ويؤشر الترحيب الخليجي والعربي والدولي واسع النطاق بتولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، منصب رئيس الدولة، إلى حقيقة هذه العلاقات القوية التي تجمع بين سموه وزعماء هذه الدول، الذي يثمِّنون عالياً رؤية سموه فيما يخص العلاقات الدولية، التي تتأسس على ضرورة تعزيز قيم التعايش والتسامح في العلاقات بين الدول والمجتمعات، وما بذله من جهد كبير ومتواصل في هذا الشأن من أجل تعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، ونبذ كل أسباب الصراع والمواجهة الحاسمة مع كل مظاهر التطرف ببواعثه المختلفة دينيًّا ومذهبيًّا وعرقيًّا.. إلخ، من أجل التأسيس لعالم جديد تسوده قيم السلام والتآخي الإنساني. 
وهكذا، فإن دولة الإمارات في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تنطلق إلى آفاق رحبة، على الصعيدين الداخلي والخارجي، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إن تولِّي سموه رئاسة الدولة يمثل «بداية حقبة جديدة وولادة جديدة للدولة الاتحادية نستبشر فيها بمسيرة عظيمة نحو المجد وتسارع تنموي كبير لترسيخ سيادة وريادة دولة الإمارات العالمية». 

كاتب إماراتي