كان شمس البلاد وضوءها الحاني، طِيبَ تراب الوطن.. وشواطئَ بحره السخية المعطاء. لم يكن بالنسبة لشعب بلاده شخصاً عادياً أو حاكماً عابراً، بل كان ملاذاً وجدار صد ضد شوائب الأيام، كان الاسم الذي تأتي بعده الدعوات والذكر العطر فيعبق به المكان. لا تغيب شمسك فنحن «أوفى من أن ننسى عطاء وطيباً وحباً غير مجذوذ»، وأوفى من أن ننسى كيف كان وقتك امتداداً لوقت والدك الذي انطلق بهذه البلاد وشعبها، فأعطاها كل وقته وجهده وإيمانه وصدقه.

هذه الإمارات، من الألف إلى الياء، كانت وما تزال نتاج قناعات صادقة خلاصتها أنه بالإمكان بناء وطن مثالي يزخر بالنجاحات والإنجازات، وبقصص التميز التي لم تتوقف منذ سنوات الاتحاد الأولى.
كم من القصص نروي وكم من الأشعار سننشد.. وكم من الألم يسكن القلبَ حين نودعك اليوم بحرقة الفقد وداعاً أخيراً.
وكفى بها من نعم الإسلام العظيمة أن نسأل الله تعالى اللقاءَ بك في فردوسه الأعلى، وأن نقف بين يديه سبحانه وتعالى شاهدين أنك أحسنت ووفيت وكنت خير راع لخير رعية.. وإنما نبث اليوم حزنَنا وألمنا لكل ألم عانيتَه.
منذ بداية عهده وهو يتحرى مواطنيه ويغدق عليهم، ومؤسسته الإنسانية خير شاهد على نوايا قلبه الكبير الذي اتسع للجميع.
محزونون ونغالب دمعاً ساخناً ولا نملك إلا الدعاء بأن يرضى عنك، فقد كنتَ نعم الأب ونعم الحاكم ونعم الراعي. 
يا كوكباً درياً لا يشبه أحداً ولن يغيب عن سماواتنا. المجد لا يودع أحداً إنما يسكن في سماء عالية مضاءة بأصحاب المجد وأهله. 
الكواكب لا تغيب إنما تحتل مكانَها لتكون علامةً للاهتداء نحو الطريق الصحيح في خضم موج الحياة العاتي والمتلاطم، فأنت كوكبنا المضيء وإشارة استمرار لنهج ترضاه لوطنك وشعبك، فقد كنتَ علامةً فارقةً لنا جميعاً وللوطن ككل.
نم قرير العين عند رب كريم رحيم رفيق وخير صاحب، وفي ضمير شعب كان وسيظل يدعو لك.. طبتَ حياً وميتاً.. وإلى جنات الخلد موعدنا.

كاتبة إماراتية