صرح مدعون اتحاديون أن شركة أميركية لتوليد الطاقة من الرياح أقرت بتسببها في قتل ما لا يقل عن 150 نسراً أصلع وذهبياً، أصيب معظمها بشفرات دوارات الرياح. وجاء في بيان لوزارة العدل الأميركية أن شركة «إ. إس. أي. إنيرجي» أقرت في وقت مبكر من أبريل بالذنب في ثلاث اتهامات بانتهاك «قانون معاهدة الطيور المهاجرة»، بعد نفوق نسور في ثلاث من منشآتها في وايومينج ونيو مكسيكو.

ويحظر القانون قتل أو أسر أو نقل أنواع من الطيور المهاجرة المتمتعة بالحماية دون تصريح. وذكر تود كيم، مساعد المدعي العام لقسم البيئة والموارد الطبيعية بوزارة العدل في البيان أن شركة «إ. إس. أي. إنيرجي انتهكت هذه القوانين لأكثر من عقد، وقضت على نسور دون الحصول على التصريح اللازم، أو حتى السعي لذلك». وكجزء من اتفاق الإقرار بالذنب، حُكم على الشركة بدفع أكثر من 8 ملايين دولار في الغرامات والتعويضات والخضوع للمراقبة لخمس سنوات.

وذكر الادعاء أن الشركة وافقت أيضاً على إنفاق ما يصل إلى 27 مليون دولار في إجراءات تقلص إصابات ووفيات النسور في المستقبل، دون ذكر تفاصيل عما قد يترتب على ذلك. وذكر المدعون أن الشركة ستدفع 29623 دولاراً لكل نسر أصلع أو ذهبي تقتله شفرات دوارات الرياح في المستقبل. وجاء في بيان الادعاء أن أمام الشركة ثلاث سنوات لتقديم طلبات للحصول على تصاريح لأي قتل لا يمكن تجنبه لنسور.

وتظهر وثائق المحكمة أنه في مارس 2019، بعد فترة وجيزة من قرار الشركة بناء منشآت لتوليد الطاقة من الرياح في مقاطعة كونفيرس، ولاية وايومينج، حذرت المصلحة الأميركية للأسماك والحياة البرية من وجود «عدد كبير واستثنائي» من أعشاش النسر الذهبي في المنطقة وأوصت بعدم البناء، لأن هناك نحو 44 نسراً ذهبياً و23 نسراً أصلع قد تصطدم بشفرات دوارات الرياح خلال السنوات الخمس الأولى. وجاء في سجلات المحكمة أن شركة «إ. إس. أي. إنيرجي» مضت قدماً في البناء.

وذكر ممثلو الادعاء أن الشركة أقرت منذاك بأن ما لا يقل عن 150 نسراً أصلع وذهبياً لقت حتفها في 50 من أصل 154 مزرعة رياح للشركة على مدار العقد الماضي، وأن 136 من حالات القتل حدثت عندما اصطدمت الطيور بشفرات الدوارات. وانتقدت ريبيكا كوجاوا، رئيسة شركة «نيكسترا» وهي الشركة الأم لشركة «إ. إس. أي. إنيرجي» سياسة التنفيذ الحكومية، قائلة إن نفوق بعض الحيوانات «لا مفر منه» مع وجود دوارات الرياح. وجاء في تصريح لكوجاوا أن «إقامة أي مبنى أو قيادة أي مركبة أو أي طائرة تنطوي على احتمال وقوع اصطدام غير مقصود بالنسور، وغيرها من الطيور نتيجة لهذا النشاط».

ومضت كواجاوا تقول «لسوء الحظ، سعت الحكومة الاتحادية، في مناقضة لولايات كثيرة، ولعدد من قرارات المحاكم الاتحادية، إلى تجريم حوادث لا مفر منها وتتعلق بتصادم طيور بدوارات الرياح بينما تقاعست في الوقت نفسه عن التصدي لأنشطة أخرى تؤدي إلى نفوق أعداد أكبر بكثير من النسور وطيور أخرى». والنسر الأصلع هو الطائر الوطني للولايات المتحدة منذ القرن الثامن عشر.

وفي عام 2007، أُزيل اسم الطائر من قائمة الطيور المهددة بالانقراض. لكن المصلحة الأميركية للأسماك والحياة البرية ذكرت أن النسر مازال يواجه عدداً من التهديدات، ويتمتع بحماية «قانون معاهدة الطيور المهاجرة»، و«قانون حماية النسور الصلعاء والذهبية». وذكرت المصلحة أن مثل هذه التهديدات تشمل الاصطدام بهياكل ومركبات من صنع الإنسان والتسمم والصعق بالكهرباء، وإطلاق النار بشكل غير قانوني وغيرها. وتعد دوارات الرياح قاتلاً مشهوراً لعدد من الطيور ومنها النسور. وقد تصل سرعة شفرات الدورات عند نهاية طرفها إلى 200 ميل في الساعة.

وتظهر الأبحاث أن ما بين 140 ألفاً و328 ألف طائر يُقتل كل عام بسبب الدوارات أحادية القطب في الولايات المتحدة، مع زيادة خطر الموت كلما زاد ارتفاع الدوارات. وفي عام 2017، أعلنت مجموعة في جامعة «أوريجون ستيت» أنها تعمل على جعل دوارات الرياح أكثر سلامة للنسور، وذلك باستخدام الكاميرات لتحديد اقتراب الطيور من الشفرات، ومن ثم ردعها بإنتاج صور زاهية الألوان لأشخاص مما يجعل الطيور تبتعد.

وذكر روبرتو ألبرتاني، الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية في الجامعة، في بيان في ذاك الوقت «إذا ضربنا طائراً عادياً- على الرغم مما يمثله هذا من حزن - لن يكون الأمر بالأهمية نفسها لضرب نسر ذهبي يتمتع بالحماية. فهذا يتسبب في إغلاق مزرعة لتوليد الطاقة من الرياح لفترة من الوقت، وغرامة لمشغلها، وخسائر كبيرة في الإيرادات».

*صحفية أميركية تغطي الشؤون العامة والصحية.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»