يُمثّل مشروع «سقيا الإمارات» أحد الوجوه الإنسانية المشرقة لدولة الإمارات، ويجسّد إسهاماتها الكبيرة في حلّ مشكلة نقص مياه الشرب في العديد من دول العالم الفقيرة، التي تعاني شُحًاً كبيراً في توافر هذا المصدر الرئيسي للحياة، وتشير الإحصائيات الحديثة الخاصة بهذا المشروع إلى أنه تمكّن، حتى اليوم، من التأثير إيجابيّاً في حياة نحو 13.6 مليون مستفيد، في 37 دولة، مع نهاية عام 2021.

وتقوم على هذا المشروع الرائد مؤسّسةُ «سقيا الإمارات»، العضو في مؤسّسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، وتعمل بصورة رئيسية في بحث وتنمية حلول لمشاكل شحّ المياه، وتوفير المياه الصالحة للشرب لتساعد المجتمعات التي تعاني نقصاً وتلوّثاً في المياه.

ولا تقتصر أهداف هذه المؤسّسة على تأمين المياه الصالحة للشرب لأولئك المحتاجين إليها فقط، بل تعمل على توظيف التقنيات المبتكرة، والمستدامة لتكون جزءاً من حلِّ أزمة المياه العالمية. ويجسّد هذا المشروع كيف يمكن للأفكار والمبادرات أن تتطور إلى مشاريع ومؤسّسات رائدة وملهمة لخدمة الإنسانية حول العالم، لتشكّل إضافة جديدة إلى الدور المهمّ الذي تقوم به دولة الإمارات في هذا الإطار، وبحثها المستمرّ عن الإسهام الفاعل في حلّ المشكلات الحيوية التي تواجه دول العالم كافّة.

كان مشروع «سقيا الإمارات» في الأصل عبارة عن مبادرة أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في عام 2014، لتوفير المياه النظيفة لخمسة ملايين شخص حول العالم. واستطاعت المبادرة، وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، جمع ما يكفي من التبرّعات لتوفير مياه الشرب النظيفة لأكثر من 7 ملايين شخص حول العالم.

وبعد أن حقّقت المبادرة هذا النجاح الكبير وتجاوزت أهدافها المنشودة، أصدر سموه قانوناً، في مارس 2015، بإنشاء مؤسّسة «سقيا الإمارات» بصفتها منظمةً غير ربحيّة، لتنطلق المبادرة إلى آفاق أكثر رحابة، وتحقّق المزيد من الإنجازات التي جعلت منها أحد المشاريع الإنسانية الرائدة لدولة الإمارات.

وتدعم مؤسّسةَ «سقيا الإمارات» جائزةُ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للمياه، التي تشرف عليها المؤسّسة وتهدف إلى تشجيع المؤسّسات البحثية والأفراد من جميع أنحاء العالم، لإيجاد تقنيات جديدة لإنتاج وتوزيع وتخزين ومراقبة وتحلية المياه، باستخدام الطاقة المتجدّدة، الأمر الذي يعزز من مكانة دولة الإمارات بوصفها حاضنة للمبدعين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم، وتبلغ قيمة هذه الجائزة مليون دولار أميركي، وقد حظيت بمشاركة كبيرة في دورتَيها الماضيتَين، ونجحت الدورة الحالية في استقطاب مشاركات من أكثر من 56 دولة حول العالم.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.