رفعت 21 ولايةً أميركية دعوى قضائية في الأيام الأخيرة الماضية، سعياً للإنهاء الفوري للتفويض الفيدرالي الذي يتطلب من الناس ارتداء أقنعة عند السفر على متن الطائرات والحافلات ومترو الأنفاق وغيرها من وسائل النقل العام الأخرى.
ويعد هذا الجهد المبذول في الولايات التي يقودها «الجمهوريون» في الغالب هو أحدث جهد يسعى لإلغاء إجبارية ارتداء القناع، التي بدأت في فبراير 2021، بعد فترة وجيزة من تولي الرئيس جو بايدن منصبه. وقد تم تمديد هذا التفويض مؤخراً.
وتنص الدعوى على أنه «في مواجهة حكومة تُظهر ازدراءً صريحاً بالحدود المفروضة على سلطتها، خاصة عندما يتعلق الأمر بجائحة كوفيد-19، يسعى المدعون إلى إلغاء تفويض القناع وإصدار أمر قضائي دائم ضد تنفيذه».
وحددت الدعوى المدعين، وهم قادة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وإدارة أمن النقل، ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية ووزارة الأمن الداخلي.
وفي الأسابيع الأخيرة، قامت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتحديث إرشاداتها بشأن ارتداء القناع، حيث تخلت الولايات إلى حد كبير عن متطلبات القيام بذلك في الأماكن العامة. وتعد متطلبات ارتداء القناع في وسائل النقل واحدة من أبرز الأوامر الفيدرالية المتعلقة بالوباء والتي ما تزال سارية.
وقد اكتسب الضغط لإنهاء الأوامر زخماً في الأيام الأخيرة، بما في ذلك من المجموعات التي دعمت هذا المطلب سابقاً. وفي الأسبوع الماضي، أرسل مسؤولون تنفيذيون من 10 شركات طيران، بما في ذلك أميركان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز ودلتا إيرلاينز، خطاباً إلى بايدن لحثه على إنهاء سياسات السفر المتعلقة بالوباء، بما في ذلك أوامر ارتداء القناع.
وفي هذا الشهر، أرسلت جمعية النقل العام الأميركية أيضاً خطاباً إلى البيت الأبيض يشجع الإدارة على إعادة تقييم سياسة ارتداء القناع.
وتصف الدعوى الجديدة المكونة من 30 صفحة، والمرفوعةَ في المحكمة الجزئية الأميركية في المنطقة الوسطى بفلوريدا، التفويض بأنه «تعسفي ومتقلب»، وتنتقد مبررات إدارة بايدن باعتبارها «غير مقنعة».
وتجادل الدعوى بأن هذا المطلب يتعارض مع سلطة الولايات لسن القواعد الخاصة بها وأنه أجبر الولايات على إنفاق الموارد لإنفاذه أو مواجهة الغرامات. وتجادل الدعوى أيضاً بأن مراكز السيطرة على الأمراض فشلت في إيجاد «بدائل أقل» عند فرض هذا المطلب.
وقالت الدعوى: «كان ينبغي لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن تدرس أنواع النقل التي مِن المرجَّح أن تسهم في انتشار العدوى بين الولايات. وبدلاً من ذلك، تعامل مراكزُ السيطرة على الأمراض الحافلاتِ التي تنقل الأطفال الصغار إلى أماكن الرعاية النهارية والرحلات بين الولايات كما لو كانت تمثل نفس خطر انتشار كوفيد-19 عبر خطوط الولاية».
وقالت إدارة أمن النقل في بيان إن الوكالة لن تعلق على الدعوى المذكورة. ولم يستجب المسؤولون في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية والأمن الداخلي لطلبات بالتعليق على الدعوى.
وعند الإعلان عن تمديد أوامر ارتداء القناع حتى 18 أبريل، قالت إدارة بايدن إن مراكز السيطرة على الأمراض ستعمل مع إدارة أمن النقل لتحديد التغييرات التي يجب إجراؤها على تطبيق هذه الإجراءات.
والولايات الـ21 التي رفعت الدعوى هي ألاباما، وألاسكا، وأريزونا، وأركنساس، وفلوريدا، وجورجيا، وأيداهو، وإنديانا، وكانساس، وكنتاكي، ولويزيانا، وميسيسيبي، وميزوري، ومونتانا، ونبراسكا، وأوهايو، وأوكلاهوما، وساوث كارولينا، ويوتا، وفيرجينيا، وويست فرجينيا.
ويُعفى الأطفال الأصغر من عامين والأشخاص الذين يعانون من إعاقات معينة من شرط ارتداء القناع.

لوري اراتاني

تكتب عن قضايا النقل لصحيفة «واشنطن بوست» 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيوفس»