«182 يوماً.. 192 دولة.. ملايين الزوار.. وداعاً إكسبو.. جمعنا العالَمَ في أكبر حدث.. وفي أصعب وقت يمر على البشرية.. ضمن أجمل دورة من دورات إكسبو في تاريخه.. وعدنا وأوفينا.. نقول ما نفعل.. ونفعل ما نقول.. وقادمنا أعظم بإذن الله». بهذه التغريدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ودّع إكسبو 2020 دبي زوارَه في حفل مبهر وبأرقام أذهلت العالَم.

فبعد مضي 182 يوماً، نجح الحدثُ خلال نسخته الاستثنائية في اجتذاب أكثر من 24 مليون زيارة، واستقبل 192 دولةً، في نجاح باهر عكَسَ الرؤى الحكيمة لقيادتنا الرشيدة والإمكانيات الضخمة التي تم تسخيرها لإنجاح حَدَثٍ أظهر للعالَم قدرةَ دولة الإمارات على التكيف مع الأوقات العصيبة والتغلّب على التحديات التي واكبت التنظيم والانطلاق، خاصة على مستوى الصحة والسلامة، عبر تنظيم واحدة من أفضل نسخ إكسبو الدولي.

أظهر إكسبو للعالَم تعريفاً عملياً للامستحيل، فبعد تأجيل الدورة الصيفية لأولمبياد طوكيو عاماً كاملا، جاء تأجيل انعقاد إكسبو 2020 دبي عاماً كاملا كذلك، وبعد إقامة دورة الألعاب الأولمبية في الفترة بين 23 يوليو و8 أغسطس دون حضور الجماهير، حيث حظر منظمو أولمبياد طوكيو دخول الجماهير الأجنبية خشيةَ تفشي فيروس كورونا.

وعندما أرجئ الحدث الكبير الذي يُقام مرةً كلَّ أربعة أعوام أمل المنظمون والمسؤولون اليابانيون بانحسار الجائحة مع حلول صيف 2021، واعتبروا أن الحدث سيمثل ضوءاً في نهاية نفق كورونا ودليلاً على انتصار البشرية على الفيروس واحتفالاً بنهاية الجائحة، لكن بدلاً من ذلك، ورغم حملة التلقيح الدولية، استمر كورونا في إحداث الفوضى، وتحول أولمبياد طوكيو ليصبح مجرد حدث تلفزيوني بالنسبة لمعظم العالَم، فكان مختلفاً عن نسخه السابقة. وبعد الألعاب الأولمبية ظل تساؤل كورونا يطارد موعد انطلاق إكسبو 2020 دبي، فكان وضع كورونا في العديد من دول العالَم يمثل تحدياً كبيراً، وقد ظهر عددٌ من السلالات المختلفة للفيروس، بينما ظل السفر الدولي مقيداً.

ورغم ذلك استعدت دولة الإمارات لتنظيم المعرض وللترحيب بزواره في الموعد المحدد كأكبر حدث دولي يجمع شعوب العالم منذ بداية الجائحة. وأعلن منظمو المعرض عن إجراءات وقائية لضمان تجربة آمنة واستثنائية لجميع الزوار، حيث يتوقع استقبال ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم. ولدخول المعرض تعين على الزوار الذين تتجاوز أعمارهم 18 عاماً تقديم إثبات الحصول على أي تطعيم معتمد من حكومات بلدانهم أو نتيجة اختبار «بي سي آر» سلبية.

إلى جانب تطبيق الإجراءات التي اقتضتها الاستراتيجية الناجحة لدولة الإمارات في مواجهة الجائحة، وهي إجراءات مهمة أيضاً لضمان صحة زوار إكسبو 2020 دبي والمشاركين فيه وموظفيه، بما في ذلك التباعد وارتداء الكمامات وغيرها من الإجراءات الاحترازية.. فكان إكسبو 2020 دبي بوابةَ العالَم للعبور نحو عالَم متعافٍ من الجائحة، ليمثل حافزاً ومشجعاً لانطلاق دورة الألعاب الأولمبية في الصين بين يومي 4 و20 فبراير 2022. وداعاً إكسبو اللامستحيل، إكسبو دبي 2020 حيث تواصلت العقول وصُنع المستقبل والتقى العالم.

*كاتبة إماراتية