يُسدَل الستار اليوم الخميس، 31 مارس 2022، على أضخم حَدَث عالمي نظّمته دولة الإمارات العربية المتحدة، هو «إكسبو 2020 دبي»، الذي جمع على أرضها ملايين الزائرين والسيّاح، مستقطِباً إيّاهم في إمارة دبي، التي عجّت بالنجاحات وأضفت على الواقع والمتخيّل المزيد من الثقة بأن الإبداع والريادة هما ما يميّزان الإمارات، التي تحكُمها قيادة رشيدة تمتلك كلّ مقومات الطموح وتوجّه نحو ترسيخ مكانة الدولة على سلّم التنافسية العالمي في المجالات والقطاعات كافة.
إسدال الستار على فعاليات «إكسبو 2020 دبي» لا يعني أبدًا أن الطموح قد توقّف هنا، فلدى دولة الإمارات آمال لا تنتهي، ومستهدَفات لا تحدّها حدود، ذلك أنّ الخطط والاستراتيجيات ماضية لا تتوقّف، ومبادئ «الخمسين» العشرة شاهدة على ذلك، ففي قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إنّ الخمسين القادمة والأجيال القادمة ستذكُر اللحظات التاريخية الفارقة في مسيرتنا، خير دليل على إصرار الإمارات على متابعة خطّها الصريح، ونهجها الواضح في التميّز والريادة.
لقد أبهَرت فعاليات «إكسبو 2020 دبي» العالَم، ومنحت روّادَه الثقةَ بأن المستقبلَ ينبض بالكثير من الأمل، إذ شاهدوا بأمّ أعينهم مقدارَ التقدّم التكنولوجي الذي برز في جناح دولة الإمارات، ونوعيةَ العروض التي قدّمتها الدول المشارِكة، والتي أظهرت سحرَ المكان، ومكّنت الزائرين من الاستمتاع بعروض مدهشة أبرزت حجمَ الرغبة والحرص على متابعتها بشكل يومي ومن دون توقّف.
وفي هذا المقام، لا بدّ من الإشارة إلى أن الهدف الأسمى للإمارات من تنظيم معرض «إكسبو 2020 دبي»، هو التأكيد على أنّها ستبقى الحاضنة لكل الثقافات، والجامعة لكلّ المختلِفين في الأديان واللغات والأعراق، محافِظةً على مبادئها العليا في تأصيل قيم التعايش والتسامح، ومؤكّدةً للجميع أنّها كانت وستبقى المنارةَ العلميةَ والإنسانيةَ، التي تقدّم لكلّ مَن وطئ أرضَها أجملَ تجارب الترفيه والمعرفة، وأغناها.
إنّ قدوم ملايين الزائرين إلى المعرض، وإبداءَهم الرغبةَ في أن يستمر إلى أكثر من ذلك، يؤكدان أنّ النجاح الذي حققته دولة الإمارات كان نِتاجاً للطريق الذي سلكته منذ أن تأسّست، وحقق لها مكانةً متقدّمةً وجعلها على ثقة بأن اقتصادها سيتحول خلال الفترة المقبلة إلى الأفضل والأنشط في العالم، ذلك أنّ شعارها يقوم على الحفاظ على المكتسبات، وتحقيق المزيد منها خلال الأعوام الخمسين المقبلة. فالأصل في الأشياء هو الحفاظ على تفوق الإمارات، وترسيخ سمعتها العالمية في المجالات الاقتصادية والسياحية والصناعية والاستثمارية والثقافية والتقنية والعلمية، حتى تصبح العاصمة القادمة للمستقبل.

*عن نشرة «أخبار الساعة»الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.