حرب أوكرانيا أزمة أدى إليها وفاقمها نهمُ العالَم للوقود الأحفوري. فروسيا دولة نفطية يعتمد اقتصادها وتأثيرها العالمي بشكل كبير على احتياطياتها الهائلة من النفط والغاز الطبيعي. لذا فلديها شيء لا يمكن للديمقراطيات الغربية العيش بدونه. والمَخرَج من هذا المأزق واضح وملح؛ فمن خلال تسريع التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة يمكننا معالجة تهديدين خطيرين في وقت واحد؛ الوقود الكربوني الذي يؤدي إلى ارتفاع حرارة الكوكب وتلوث الهواء، والارتهان لدولة مثل روسيا تتحكم في إمدادات هذا الوقود.
لكن الساسة الأميركيين من اليسار غير قادرين على الربط بين الأمرين. وفي خطابه عن حالة الاتحاد مؤخراً اغتنم الرئيس بايدن الفرصةَ لإنعاش قائمة أولوياته بشأن تغير المناخ، مؤكداً على المخاطر الجيوسياسية للوقود الأحفوري. وفي الوقت نفسه ركز معلقون من اليمين على العملية العسكرية الروسية مشيرين إلى تهافت التركيز على تغير المناخ. وألقى مجلس تحرير صحيفة «وول ستريت جورنال» باللوم على «هوس إدارة بايدن بالمناخ» في جعل «الولايات المتحدة وأوروبا عرضةً لابتزاز الطاقة الذي تمارسه روسيا». وكتب مجلس تحرير الصحيفة أن «لوبي المناخ جعل بوتين أكثر قوةً». 
لكن لو كان «لوبي المناخ» قوياً بما فيه الكفاية، لمنع أوروبا منذ فترة طويلة من بناء مجتمعها اعتماداً على الطاقة الروسية. ورغم كل «هَوَسهم بالمناخ»، لم يتمكن «الديمقراطيون» في مجلس الشيوخ من إقرار تشريع للتصدي للاحتباس الحراري. والآن، طغت الحربُ تقريباً على مشكلة تغير المناخ. ونسي بعض الديمقراطيين الكوكبَ تماماً. وكان بالإمكان أن تكون هذه لحظة لبيان مخاطر الوقود الأحفوري، لكن الديمقراطيين يترددون في إبراز هذه الرسالة. 
وترى ليا ستوكس، أستاذة العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، والمهتمة بدراسة السياسة البيئية، أنه لم يجر طرح تصور مفاده أن هذه الحرب توضح حاجتنا للتخلص من الوقود الأحفوري. ومضت تقول: «يتعين قيام المزيد من المجموعات بالربط بين النقاط، وإثبات أن الاستقلال الحقيقي للطاقة يتعلق بالتوجه نحو أشعة الشمس، لأن أشعة الشمس مجانية ومتوفرة ولا يمكن لزعيم قوي التحكم فيها». وتعتقد ستوكس أن مثل هذه الرسالة ستَلقى قبولاً على الأرجح لدى الناس. وأكدت أنه حين يصبح ثمن الطاقة باهظاً والحصول عليها صعباً، يبدأ الأميركيون في إدراك أنه يجب عليهم البحث عن طريقة جديدة. 
لكن الجيد في الأمر هو أن الديمقراطيين لديهم نهج جديد يلتفون حوله. فقد تضمَّن مشروع قانون «إعادة بناء الأفضل»، وهو مشروع قانون هائل يمثل سياسةً بيئيةً واجتماعيةً وإن تعثَّر في مجلس الشيوخ أواخر العام الماضي، طائفةً كبيرةً من الأفكار الممتازة لمعالجة الأزمة الحالية. وهذا الجهد لم يمت تماماً. فمازال الديمقراطيون يتفاوضون مع السيناتور الديمقراطي جو مانشين الذي عطَّل تقدم مشروع القانون. لكني مندهش من عدم قيام بايدن والديمقراطيين حتى الآن بالسعي الحثيث لدعم مقترحاتهم في السياق الجديد الذي أوجدته الحرب، إذ يمكنهم الدفع بأن سياسة المناخ غير منفصلة عن السياسة الخارجية وأن تحريرنا من رقبة الآخرين الذين لديهم وقود هو أفضل حل طويل الأمد لارتفاع أسعار الطاقة. 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»