الإمارات.. راعية أصيلة لمصالح اللاجئين
منذ أن تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وهي تحمل على عاتقها همّ اللاجئين والنازحين في مناطق الأزمات والحروب، ودعمهم وإمدادهم بكل متطلبات الغذاء والمأوى والدواء، بما يؤمّن لهم حياةً كريمة ويمكّنهم من تجاوز محنتهم بأقصى يسر ممكن.
وعلى الرغم من إدراك دولة الإمارات أن وطن الإنسان لا يُعوّض، وأنه لا بدّ له أن يعود إلى بيته وأهله ومكان ولادته ونشأته، فإنها لا تتوقف عن دعم اللاجئين بالإمدادات، التي كان آخرها إرسال طائرة هبطت في مدينة لوبلن في بولندا، وتسلّمتها السلطات الأوكرانية في بولندا ليتم تحريكها إلى داخل البلاد، تحمل على متنها 30 طناً من المواد الطبية والإغاثية، في إطار تقديم الدعم العاجل لإغاثة المدنيين المتضررين في أوكرانيا، وفي استجابة للمناشدة الإنسانية الدولية لدعم النازحين واللاجئين في أوكرانيا وفي دول الجوار.
وجاء إرسال دولة الإمارات طائرة الإمدادات الطبية والإغاثية للاجئين والنازحين الأوكرانيين، انطلاقاً من حرصها على توفير المتطلبات الإنسانية للمدنيين في حالات النزاع، وفق نهج إنساني يدعم الإغاثة الطارئة، ويقف إلى جانب شعوب العالم في الدول التي تحتاج إلى الدعم، بما يعزز كل ممارسات التضامن والأخوّة، ويرسّخ قيم العطاء والتسامح وخدمة الإنسانية من دون أي تمييز أو تفرقة، مهما اختلفوا في الدين أو اللغة أو العرق.
ولطالما التزمت دولة الإمارات على الدوام بتلبية نداءات الأمم المتحدة العاجلة بشأن دعم اللاجئين في أوقات النزاعات والأزمات، ما انعكس على علاقاتها الراسخة مع المنظمات المنبثقة عن الأمم المتحدة، التي تُعنى بتمكين المحتاجين من حقوقهم الإنسانية على اختلافها، من ضمنها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، وبرنامج متطوعي الأمم المتحدة الذي يقوم بتعبئة المتطوعين في برامج التنمية أو عمليات حفظ السلام.
لقد حافظت دولة الإمارات على أن تصبح من أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية في العالم، بمبادرات خففت معاناة ملايين اللاجئين، بإسهامات مادية ومعنوية جعلتها شريكاً سخيّاً في رعاية شؤون النازحين واللاجئين، انبثقت عن تاريخ حافل من العون والعطاء الإنساني، عززه تأسيس مؤسسات وطنية رائدة في هذا المجال، على رأسها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية التي دعمت اللاجئين في دول عدّة، مثل: اليمن وفلسطين وسوريا والعراق وليبيا، ودول في القارة الإفريقية، وقدّمت لهم كل إمكانيات الرعاية والعون.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية