مع انتهاء الحفل الختامي في أولمبياد بكين 2022، كانت النساء هن مَن حصد أغلبية الميداليات التي حصلت عليها الولايات المتحدة، وعددها 25 ميدالية.

فقد حصلت اللاعبات في فريق يو إس إيه على 17 ميدالية، وهو أكبر عدد تحققه أي دولة في الألعاب الشتوية، إلى جانب 13 ميدالية في مسابقات النساء وأربعة أخرى في المسابقات المختلطة بين الجنسين.

وشمل ذلك الميداليات الذهبية والفضية في افتتاح مسابقة الزلاجة الجماعية، وقد فازت بها كايلي همفريز وإيلانا مايرز تايلور، على التوالي. وسيطرت النساء أيضاً على أحداث التزلج على الجليد: حافظت كلوي كيم على ذهبيتها في مسابقة التزلج (هاف بايب) للسيدات، وفازت ليندسي جاكوبليس بالميدالية الذهبية لسباق التزلج الجماعي على الجليد (سنو بورد كروس) للسيدات، وحصلت جوليا مارينو على الميدالية الفضية في سباقات التزلج على الجليد للسيدات.

ومع ذلك، فإن كل النجاح في الأولمبياد هو مجرد «مظهر خادع للمساواة بين الجنسين»، والذي يُخفي القضايا التي يمكن أن تصيب النساء الرياضيات، من نقص التمويل إلى التدقيق الضخم على منصات وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المشاهدين في المنزل، كما قالت ميشيل دونيلي، أستاذ إدارة الرياضة في جامعة بروك في أونتاريو. وأضافت أن أرقام الميداليات وحدَها ليست دليلا على التكافؤ في الأولمبياد، حيث أن نحو 45% من جميع الرياضيين في دورة بكين من النساء.

وأضافت دونيلي: «لدينا شعور مشوَّه عن المدى الذي وصلت إليه الألعاب من حيث المساواة بين الجنسين. نحتفل بالفائزات، ولا نتحدث غالباً عن حقيقة أنهن تمكن من تحقيق الفوز على الرغم من الموارد المحدودة التي تتلقاها الرياضات النسائية».

وبالنسبة للرياضيات على وجه الخصوص، فإن الافتقار إلى الدعم المالي على المستوى الأولمبي يمكن أن يعكس التمويل المتباين المتاح لمنظمات مثل الاتحاد الوطني لكرة السلة النسائية، ودوري كرة القدم الوطني للسيدات، واتحاد الهوكي الأول، خاصة عند المقارنة بنظرائهن من الرجال. وعلى الرغم من عدم حصول أعضاء فريق الولايات المتحدة الأميركية على أجر نظير المشاركة في الألعاب، إلا أنه يمكنهم الحصول على جوائز نقدية من اللجنة الأولمبية الأميركية وأولمبياد المعاقين عن كل ميدالية يحضرونها إلى الوطن.

بعض الرياضيين لديهم صفقات تأييد مربحة تتناسب مع وضعهم كنجوم، فمثلا اللاعبة كيم لديها صفقات مع شركات نايك وتويوتا ومونستر بيفيريدج، بينما لدى البعض الآخر وظائف يومية قد تتداخل أو لا تتداخل مع رياضتهم. وتميل الألعاب الأولمبية إلى جذب المزيد من التغطية للرياضات النسائية أكثر من المعتاد، لكن الاختلاف في الطرق التي يتم بها الحكم على كل رياضة يمكن أن يبعث برسائل مموهة إلى المشاهدين حول المهارة النسبية للرياضيين بشكل عام.

تم استبعاد خمس متزلجات في 8 فبراير من المنافسة في حدث قفز التزحلق على الجليد بين الفرق المختلطة، بسبب الزي الرسمي الذي كان يعتبر فضفاضاً للغاية، وبعض الأحداث تكلف اللاعبات بدورات مختلفة عن الرياضيين الذكور. ويمكن لهذه اللوائح أن تعطي انطباعاً غير صحيح بأن الرياضيات يؤدين بمستوى أقل من النخبة من الرجال، في حين أنهم جميعاً في نفس الألعاب الأولمبية.

ورغم أن دونلي شعرت بارتياح جرّاء المكاسب التي حققتها اللاعبات وفِرقهن في السنوات الأخيرة، فإنها تحذّر من التراجع المحتمل بسبب التراخي، وكذلك من التعامل مع تجمع هذا العام على أنه علامة فارقة دون النظر إلى السياق الأوسع. هناك أيضاً فرص أقل للنساء في الألعاب الأولمبية الشتوية، حيث يوجد 51 مسابقة للرجال و46 مسابقة للسيدات و12 مسابقة إضافية مختلطة الجنس. وتخصص العديد من الألعاب الرياضية، بما في ذلك الزلاجة الجماعية، وغيرها من رياضات التزلج، أماكن للرجال أكثر من النساء.

إيلا سيرون* وكيم بهاسين**

*صحفية متخصصة في تغطية أخبار الرياضة

**صحفية متخصصة في أخبار الأزياء.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»