أميركا مشغولة بأحداث أوكرانيا وجنوب شرق آسيا وروسيا وتحالفها مع الصين، هذه الشبكة الملتفة حول هذه القضايا المربكة للعالم، بدأت تزداد سخونة منذ بداية العام 2022.
من الواضح أن أميركا تريد أن تتعامل مع الصين وروسيا برمية حجر واحد، لأنها تعتبرهما أكبر تحد لها. الصين لديها إمكانات اقتصادية هائلة تلعب باقتصاد تصل من خلاله إلى صاحب البنس قبل صاحب المليار دولار، كما أن لدى روسيا قدرات عسكرية وتقنية هائلة منذ النشأة الأولى.
بدأت أميركا تذهب إلى الدول التي لها علاقات جيدة مع الصين كالهند مثلاً، رغم وجود الدلاي لاما رئيس التبت السابق على أراضيها.
ماذا فعلت أميركا مع الهند؟!
صرحت لورا روزنبرجر، كبيرة مديري مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الصين بأن: نهج إدارة بايدن تجاه الصين، استند إلى تحليل مفاده أن المنافسة بين البلدين عالمية وليست فقط في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ولقد اتخذنا عددًا من الخطوات لتعميق الشراكة مع الهند، حيث إن دورها مهم للغاية في الاستراتيجية الأميركية، فالهند شريك مهم ليس فقط من حيث صد الصين ولكن أيضًا في مجموعة من القضايا الأخرى، من اللقاحات إلى التكنولوجيا، وكذلك لتعزيز رؤية مختلفة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
تقف أميركا ضد التقارب الروسي - الصيني، وتضع العراقيل أمامهما في حرب قاربت على التجمد مع كلتيهما في إناء واحد.
وقد ورد في تقرير بمجلة «ذا ناشونال إنترست»، حول العلاقات «الروسية-الصينية» وخطرها على الولايات المتحدة أن: الرئيس الروسي يسعى إلى تحقيق أهمية عالمية لبلاده، من خلال الصفقات التي تنطوي على قوتها العسكرية. 
فإذا اقترنت ثروة الصين، بذكاء روسيا التقني ومواردها الطبيعية، سيشكل ذلك تهديدًا خطيرًا لسلامة الولايات المتحدة وحلفائها
حيث تقوم روسيا والصين ببناء العشرات من محطات الطاقة النووية في جميع أنحاء العالم، قد تكون معاقل لقوات البلدين. 

ويجب على أميركا وحلفائها استخدام القوة الناعمة لـ«تمزيق» علاقات روسيا مع الصين. ومن أشد حلفاء أميركا، طبعاً بريطانيا التي لم تتخلف يوماً عن السير في ركبها.
فهي تحذر الرئيسين الروسي والصيني من أن الغرب سيقف معًا للقتال من أجل الديمقراطية ضد أنظمة التي قالت إنها أكثر جرأة من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة.
وعلى هذا المنوال ذهب رئيس مجلس العموم البريطاني في قوله إن امرأة يشتبه في أنها كانت تحاول التأثير بشكل غير لائق على أعضاء البرلمان، كما أكد جواسيس بريطانيون أن الصين وروسيا سعتا إلى الحصول على البيانات الحساسة تجاريًا والملكية الفكرية، فضلًا عن التدخل في السياسة الداخلية وزرع المعلومات المضللة.
الصين وروسيا تواجهان أميركا كعملاقين لا كعصفورين بانتظار النسر الأميركي للانقضاض عليهما في ضربة قاضية.
كاتب إماراتي