يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رعاه الله «إن قواتنا المسلحة هي حصن الوطن المنيع وفخر كل بيت إماراتي.. بهم ومعهم جميعنا نفدي الوطن وسيظل بعون الله قوياً عزيزاً بما يقدمونه من تضحيات وأعمال جليلة ومواقف مشرفة وما يتمتعون به من قدرات عسكرية احترافية».

هكذا تصل رسائل الاطمئنان التامة، لكل إماراتي ومقيم وزائر، هكذا تطير الرسالة وتدور حول العالم وتصل الصديق والشريك والحليف والجار وكذلك تصل العدو، هكذا تصل الرسالة بوضوح شديد، رغم وجود أعداء متربصين يحاولون العبث بأمن الدولة، محاولات بائسة فاشلة، من جماعة «الحوثية» الإرهابية، التي استحقت الإجماع الدولي الذي حشدته ضدها دولة الإمارات العربية المتحدة، فصدرت إدانة بالإجماع من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، اعترافاً بأن هذه الجماعة تُشكّل خطورة على الأمن والسلم الدوليين، وأن هذه الجماعة التي استهدفت منشآت مدنية بدولة الإمارات تشكل أيضاً مصدراً لتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة.
هذه بشرى القيادة الحكيمة الرشيدة، بأن القوات المسلحة هي الحصن المنيع لحماية الوطن ومكتسباته والحفاظ على أمنه واستقراره، إضافة لتحقيق الأمن والاستقرار وتقديم العون للمحتاجين في مناطق الصراعات في العالم، وأنها تحظى بالدعم الكامل من حيث طبيعة التنظيم، والتسليح، والتدريب وزيادة قدراتها، وتطويرها بأعلى درجات التطور العسكري والتكنولوجي، وتصبح قادرة ليس فقط على الدفاع واصطياد ما يرسله العدو من صواريخ باليستية فحسب بل الدقة العالية في مهاجمة منصات إطلاق الصواريخ في مهد الميليشيات الانقلابية الإرهابية في مديرية الحزم بالجوف في اليمن الشقيق وتدميرها، قبل أن يرتد طرفها.
الرسالة وصلت، هذا ما قاله صديق عربي يمتلك شركة كبرى في أبوظبي، وذكر لي شخصياً بأنه رغم التهديد «الحوثي» الإجرامي، ولكننا نشعر بالاطمئنان المطلق، ونمارس أعمالنا بكل هدوء وطمأنينة وسلام، وهذا بفضل الله عزوجل وبفضل علمنا الأكيد أن القيادة الإماراتية الحكيمة والقوات المسلحة الإماراتية يبذلون جهوداً جبارة على الصعد السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، لبقاء الوضع الداخلي وكأنه ليس هناك أي شيء يعكر صفو الحياة الكريمة التي نحياها هنا، فشكراً للقيادة الإماراتية والقوات المسلحة الإماراتية.
بالطبع، فإنه وبموازاة الجهود الكبرى التي تبذلها الدبلوماسية الإماراتية في الأمم المتحدة ومع الشركاء والحلفاء والأصدقاء، لترسيخ وسم جماعة «الحوثي» بمنظمة إرهابية، فقد تمكنت الدبلوماسية الإماراتية أيضاً بالحصول على إجماع عربي على مشروع القرار الإماراتي في الجامعة العربية، وبدون أي تحفظ، بتصنيف «الحوثي» تنظيماً إرهابياً، ولهذه أيضاً دلالات عظيمة بوصول الرسالة الإماراتية بأن جميع الأشقاء، ومن دون استثناء، يقفون إلى جانب دولة الإمارات العربية، في السراء والضراء.
اليوم، وحسب القانون الدولي، تمتلك دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية حقاً قانونياً وشرعياً، بالرد الحازم وبقوة على الاعتداءات الإرهابية «الحوثية» على أمنها وسيادتها، خاصة في ظل اعتراف ميليشيات «الحوثي» بشن الهجمات على الإمارات والسعودية والإجماع الدولي على إدانتها والإجماع العربي على تصنيفها منظمة إرهابية.
ما بذلته «الحوثية» الإرهابية من أموال وقتلى خلال السنوات الست الماضية ذهب كله وتحطم سدى أمام قلعة الإمارات الحصينة، فعادت «الحوثية» خائبة كما بدأت، غريبة هجينة موسومة بالإرهاب من المحيط العربي ومن العالم أجمع، والذي لن يجعلها كما كل مرة في السابق تتوقف لالتقاط أنفاسها وترتيب صفوفها، بل سيجبرها على إعادة التفكير في وجودها نفسها، وأنه قد حان الوقت إما للرضوخ والاستسلام والتسليم، وإما أن تمد يد السلام طائعة بلا خيانة ولا غدر.
رسالة الإمارات السياسية والدبلوماسية والعسكرية الواضحة الجلية، سوف تؤسس لأن تصنف جميع دول العالم ومنها الولايات المتحدة الأميركية «الحوثيين» كمنظمة إرهابية أجنبية، والذي يعني أن فرصة السلام الضئيلة الأخيرة الممنوحة للحوثية بدأت بالتراجع، فهي لن تصبح بعد ذلك طرفا يمكن التفاوض معه، بل مجرد خلايا إرهابية يجب تفكيكها، وإعلان الحرب العالمية عليها، كما جرى لـ«داعش» و«القاعدة» وغيرهما، وسيُضاف إلى ذلك محاسبة جميع قيادات «الحوثية» أمام المحكمة الدولية وإصدار قرارات بجلبهم ومحاكمتهم كمجرمي حرب.
رسالة الاطمئنان الإماراتية الواضحة التي لم تتبدل، هي ذاتها التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يوم هاجمت جائحة كورونا العالم كله، وشعر بالاضطراب فقال سموه لشعب الإمارات والمقيمين على أرضها ولشعوب كثيرة في العالم «لا تشلون هم»، وهاهو صدى تلك الكلمة التاريخية يتردد كلما حلت جائحة أو تعرض العالم والمنطقة والإمارات إلى استهداف من جماعة إرهابية مارقة.

*لواء ركن طيار متقاعد