تشكل منظومة الأمن والأمان في دولة الإمارات العربية المتحدة، أساس الرفاه والاستقرار، إذ تثبت المؤشرات الدولية حيازة الدولة على الدوام المراكز الأولى عالميّاً في انخفاض معدلات الجرائم، الأمر الذي يمنحها لقب الوجهة الآمنة للعيش والعمل والاستثمار، ويجعلها أيقونةً لقيم العدالة وسيادة القانون، ونموذجاً مشرِّفاً في نهجها القائم على استشراف المستقبل، واعتماد خطط استباقية خفّضت معدلات الجريمة، وأوجدت مجتمعاً تسوده العلاقات القائمة على التسامح والتعايش والإخاء، ومؤسسات تستخدم أهم التقنيات في مواجهة التحديات على اختلافها.

ووفقاً لتصنيف مؤسسة «جالوب» لعام 2021، حلّت الإمارات في المركز الأول عالميّاً ضِمن مؤشر شعور السكان بالأمان، وشملت المقاييس التي اعتمدت عليها المؤسسة في تصنيفها، مدى شعور الناس بالأمان أثناء سيرهم بمفردهم ليلاً في المنطقة التي يعيشون فيها، وكذلك ثقتهم بالشرطة المحلية، إضافة إلى ما إذا كان الشخص قد تعرّض للسرقة أو الاعتداء خلال الـ12 شهراً التي سبقت استبيان التصنيف.

وفي التصنيف نفسه، حلّت الدولة في المركز الثاني عالميّاً ضِمن «مؤشر القانون والنظام العالمي»، بفارق نقطة واحدة عن النرويج، التي حلّت في المركز الأول، ما يعكس جهود المؤسسات الوطنية المبذولة لأجل إرساء دعائم الأمن في ربوع دولتنا. كما تتمتع الإمارات بسجل رائع في سلامة النساء تحديداً، ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم بأسْره، بحسب مؤشر «المرأة والسلام والأمن» الذي نشرته جامعة جورج تاون، حيث كانت الإمارات الدولة التي شعرت فيها النساء بأنهن أكثر أماناً أثناء سيرهن بمفردهن خلال الليل في المناطق التي يعشن فيها.

وكانت للعاصمة أبوظبي مكانتها الخاصة، ففي وقت سابق من العام الماضي، أدرجها موقع البيانات العالمي «نومبيو» بأنها أكثر المدن أماناً في العالم، بينما حلّت الشارقة ودبي في المراكز العشرة الأولى عالميّاً. كما تصدّرت مدينة أبوظبي قائمة المدن الأكثر أماناً في الشرق الأوسط وإفريقيا، وفقاً لمؤشر المدن الآمنة 2021 الصادر عن وحدة «إيكونوميست أنتليجينس»، محافِظةً بذلك على تصدُّرها التصنيفَ على الصعيد الإقليمي في جميع المحاور الأربعة للمؤشر منذ عام 2015. إن كل تلك المراكز المشرّفة تترجم توجيهات القيادة الحكيمة ببذل المزيد من الجهود، وسنِّ العديد من التشريعات وإرساء المزيد من المبادرات التي تؤسس لمجتمع آمن ومستقر، في دولة عملت وما تزال على جعل الأمن والأمان وسيلة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، بما ينسجم مع أهدافها الرامية إلى أن تكون الأولى عالميّاً في الأمن، والبقعة الأكثر أماناً على مستوى العالم.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.