هذا العام سنكمل مع اتحادنا خمسين عاماً كانت وما تزال حافلة بالإنجازات، وهي مستمرة في التأسيس لمستقبل مهم، كل إماراتي يطمح إليه، خصوصاً وأنه يحمل في حناياه مئوية الإمارات عام 2071. 
هي فترة زمنية قليلة تفصلنا عن الموعد المحدد - الاحتفاء بالسنوات الخمسين من عمر دولتنا واليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد. وهي بلا شك مناسبة مهمة لنا جميعاً كإماراتيين ولكل شخص شهد إعلان تأسيس دولة الاتحاد. خمسة عقود من العمل الذي كان يرتجي إرساء كيان دولة ناشئة وهو ما تحقق بالفعل، وما شهدناه منذ أن رُفع علم الاتحاد والذي التف من حوله أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد.. مؤسسي الدولة، وكان ذلك في اليوم الثاني من ديسمبر 1971.

سبعة حكام.. سبع إمارات، وكيان واحد جمعهم، وهم الشيخ محمد بن حمد الشرقي حاكم إمارة الفجيرة، الشيخ راشد بن حميد بن عبدالعزيز النعيمي حاكم إمارة عجمان، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي، الشيخ أحمد بن راشد المعلا حاكم إمارة أم القيوين، الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم إمارة رأس الخيمة والشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، فيما انتُخب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي حاكماً لدولة الإمارات. 

في الثاني من ديسمبر اتحدت قلوب أهل الإمارات لتكون بقيادة رجل واحد ارتضاه الجميع حاكماً لهم، وهو الحكيم، وبعيد النظر، فقاد الدولة الحديثة نحو ما هي عليه اليوم، واتفق وإخوانه على كل ما يصب في صالح الإمارات، ثم سلّم المؤسسون الراية لمن تلاهم، أولئك الذين استمروا فيما بدأه الآباء، لكنهم زادوا من وتيرة العمل وبذل الجهود والإمكانات، كما أفسحوا الطريق للمزيد من الأفكار البناءة والخلاقة، ووضعوا الرؤى التي توصل الدولة إلى مواقع دولية مهمة.

لكل ما سبق سيكون الاحتفاء بعيد الاتحاد الخمسين في هذا العام لحظة استثنائية في تاريخ الإمارات وأبنائها على وجه الخصوص، لا سيما وأن ما حققته الدولة ليس أمراً يسيراً، وأن ما وصلت إليه لم يكن لولا الإيمان بضرورة إيصالها إلى مكانة متميزة بين الدول من جهة النمو والتقدم. 

كثيرون هم الأشخاص من الأشقاء العرب الذين كانوا شهوداً على نهضة الإمارات ومراحل بنائها، قدموا إلينا في أول رحلة الاتحاد، وما يزال بعضهم هنا، بين أهليهم ليحتفلوا معنا بذكرى تأسيس اتحادنا. وهذا ديدن الآخرين من الأصدقاء أبناء الجاليات الأخرى، إلى درجة أن بعضهم لم يغادر الإمارات منذ ذلك التاريخ، وإن غادر آخرون، إلا أن الإمارات وأهلها أسَروهم بالمحبة والدفء فصاروا زائرين دائمين لها ولنا، ومن بينهم صديق دبلوماسي هاتفني وهنأني بعيد الاتحاد ومن بين ما قاله لي: (إن ما نراه اليوم في دياركم من إنجازات فاق المتوقع. وما كان أشبه بحلم أصبح اليوم واقعاً معاشاً).

جميعاً سنحتفل بعيد دولتنا. من حتا تنطلق الاحتفالات، وفي تلك اللحظة ذاتها سيتم تدشين 50 عاماً جديدة، لكن بآمال كبيرة وطموحات لا تُحد. جميعاً سنحتفل ونقسم للمضي قدماً نحو مستقبل أكثر ازدهاراً. 
من حتا ستنطلق الاحتفالات، وهي التي تبعد عن الإمارات السبع المسافة ذاتها تقريباً، وتتميز بموقعها التاريخي، بآثارها، وبطبيعتها الآسرة.

منذ عام 1971 حققت وأنجزت الإمارات الكثير، حيث أخذت قيادتها على عاتقها تحقيق نموذج نوعي وفريد في كل المجالات. اليوم نبدأ مرحلة جديدة، لكن مسيرة التنمية متواصلة لاستكمال رحلة الإعمار. في عيد اتحادنا الخمسين.. كل التهاني والتبريكات لقادتنا الأمناء على دولتنا.. لشعبنا كله.. للمخلصين الذين أحبونا مثلما أحببناهم.