أقر علماء المناخ حقائق لا لبس فيها: فالأنشطة البشرية، من أنماط استخدام الأراضي إلى حرق الوقود الأحفوري، تعمل بشكل كبير على زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى في الغلاف الجوي للأرض. والنتيجة هي احترار مناخ كوكب الأرض بشكل خطير، حيث تُحدث كل درجة من متوسط تغير درجة الحرارة فرقاً.
ومع ذلك، فليس من المستحيل تغيير هذا النمط. لقد أدرك قادة العالم على نطاق واسع الحاجة الملحة للتحول نحو اقتصاد خالٍ من الكربون.
وتسلط الرسوم البيانية الضوء على التحدي وتشير إلى دلائل على إحراز تقدم نحو التوصل إلى حلول خلال اجتماع قادة 197 دولة لحضور قمة المناخ في جلاسكو باسكتلندا.
وقد أسفر المؤتمر بالفعل إلى خطوات اتخذتها عدة دول، لتحقيق أهداف الوصول بصافي انبعاثات الكربون إلى الصفر، حيث وقّعت العديد من الدول، من بينها الهند، على اتفاق متعدد الأطراف للسيطرة على انبعاثات غاز الميثان، إلى جانب تعهدات بالحد من إزالة الغابات واستخدام الفحم. وعلى نحو متزايد، ينظر العالم إلى تغير المناخ باعتباره أولوية. ومن ناحية أخرى، فإن بدائل الوقود الأحفوري أصبحت ميسورة التكلفة أكثر مما كانت عليه من قبل.
وما يزال التحدي الذي ينتظرنا صارخاً، فعلى مدى القرن الماضي، ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من 300 جزء لكل مليون إلى أكثر من 400 جزء لكل مليون، وهي تركيزات لم نشهدها في سجلات 800 ألف سنة قام العلماء بتتبعها.
وبينما تخلى بعض الخبراء عن هدف اتفاقية باريس المتمثل في وقف الإبقاء على الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، فإن هيلين ماونتفورد وزملاءها في معهد الموارد العالمية يرون ذلك في إطار مختلف. وكتبوا مؤخراً أن «الطريقة الوحيدة لتحقيق هذا الهدف هي أن تعمل الدول التي تمثل مصادر الانبعاث الرئيسية على خفض الانبعاثات بسرعة في العقد المقبل أكثر بكثير مما التزمت به فعلياً».

ينشر بترتيب خاصم مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»