شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي العالم الاحتفاء باليوم الدولي للسلام الذي يوافق 21 من سبتمبر من كل عام، والذي خصصته الأمم المتحدة، اعتباراً من عام 1981 يوماً لتعزيز قيم السلام بين شعوب العالم وأممه. كما أنه يتزامن سنوياً مع انطلاق الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يجري الحديث عن السلام وضرورة تحقيقه.

وهنا تبرز الإمارات دولةً رائدةً في تعزيز قيم السلام قولاً وفعلاً، إذ تواصل جهودها الرامية لنشر هذه الثقافة ليس فقط محلياً، وإنما أيضاً عالمياً، فمحلياً نجحت الإمارات في تحقيق مستوى متميز من الانسجام والتعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع الإماراتي، حتى غدت نموذجاً في هذا المجال ويُشار إليها بوصفها نموذجاً كلما جرى الحديث عن التسامح والتعايش.

ويعكس هذا التعايش في الحقيقة تنوع العالم بأكمله، إذ يعيش في الإمارات أكثر من 200 جنسية يمثلون مختلف ديانات وثقافات العالم، تعيش كلها في أمن وسلام ووئام واطمئنان، ولهذا لا عجب أن تكون الإمارات الوجهة المفضلة للكثيرين من جميع أنحاء العالم من علماء، ومعلمين، ورجال أعمال، وفنانين، ورياضين، وباحثين عن عمل وغيرهم. كما تبذل الإمارات، عالمياً، جهوداً كبيرة من أجل نشر هذه الثقافة بل ومأسستها، ولا شك أن «وثيقة الأخوة الإنسانية»، التي وقعها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف خلال لقائهما التاريخي في العاصمة أبوظبي في 4 فبراير 2019 لخير دليل على الدور الريادي الذي تضطلع به الإمارات في تعزيز قيم السلام عالمياً.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الوثيقة قد حظيت باهتمام عالمي، وأصبحت محور حديث كل المجالس والمؤتمرات في العالم، بل وذهب الأمر إلى أبعد من هذا حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوم 4 فبراير الذي وُقعت فيه هذه الوثيقة ليكون «اليوم الدولي للأخوة الإنسانية» يحتفل فيه المجتمع الدولي بهذا اليوم لأول مرة هذا العام.

وضمن هذا السياق، وتزامناً مع اليوم الدولي للسلام، ومع الذكرى السنوية الأولى للاتفاق الإبراهيمي، عقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات وصحيفة الاتحاد يوم الثلاثاء الماضي ندوة مشتركة مهمة تحت عنوان: «نشر ثقافة السلام والتسامح في العالم: ما الذي ينبغي علينا فعله»، شارك فيها مفكرون ورجال دين يمثلون الديانات الإبراهيمية الثلاث.

وقد أكدت الندوة على أن الاختلاف سنة كونية والقصد منه التنوع والثراء والتكامل، ورفضوا قطعيا العنف باسم الدين وثقافة التعصب، ودعوا للحوار كضرورة والبحث نقاط التلاقي، واحترام حرية العبادة والاعتراف بالآخر، والاستفادة في هذا السياق من التجربة الإماراتية، حيث تم بنجاح الانتقال بقيم التسامح من دائرة التنظير إلى دائرة التطبيق، لتصبح ثقافة يعيشها الجميع ويتخلق بها، والتي عندها تنتفي ثقافة الصراع والحرب وتحل محلها ثقافة التعايش والسلام.

*تريندز للبحوث والاستشارات