أفادت أحدث الإحصاءات الرسمية في الولايات المتحدة أن معدل الجوع قد تراجع في جميع أنحاء البلاد، لكن انعدام الأمن الغذائي لا يزال أمامه طريق طويل قبل العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة. وقد وصل انعدام الأمن الغذائي عند الأسر التي لديها أطفال، والذي تم الإبلاغ عنه بالنسبة للأسبوع المنتهي في 2 أغسطس الماضي، إلى أدنى مستوياته منذ بداية الوباء، وفقاً للبيانات الإحصائية.

ويتوافق ذلك مع أرقام فرص العمل القوية ونمو اقتصادي أقوى ومجالات أخرى مضيئة في الانتعاش الاقتصادي. لكن التسجيل للحصول على قسائم الطعام لا يزال مرتفعاً، وقد زاد بمليوني طلب عن العام الماضي و6 ملايين طلب مقارنةً بعام 2019. وما تزال بنوك الطعام تشهد احتياجاً أكبر بكثير مقارنة بفترات ما قبل الجائحة.

ولا تزال تكلفة العديد من مواد البقالة –بما في ذلك لحوم البقر والدواجن والبيض ومنتجات الألبان– آخذة في الارتفاع، كما هو الحال منذ أكثر من عام، وفقاً لمكتب إحصاءات العمل. إن الحاجة المستمرة هي مجرد جزء من سبب قيام إدارة بايدن بزيادة مزايا المساعدات الغذائية الأسبوع الماضي، وهي أكبر زيادة في برنامج المساعدات الغذائية التكميلية (قسائم الغذاء) المسجلة. ومع ذلك، يشير الاقتصاديون والمدافعون عن مكافحة الجوع إلى أن الابتهاج قد يكون سابقاً لأوانه، في ضوء استمرار انعدام الأمن الغذائي.

وقامت شبكة «فيدينج أميركا» Feeding America التي تضم 200 بنك طعام في جميع أنحاء البلاد، بتوزيع أغذية أقل بنحو 10% خلال الربع الثاني من العام الجاري مقارنةً بذروة الجائحة العام الماضي. لكن توزيع الغذاء لا يزال أعلى بنسبة 40% مقارنة بنفس الفترة من عام 2019. ولا تسير الأمور في الاتجاه الصحيح: أفاد أكثر من 100 بنك طعام مشارك في الشبكة بارتفاع أو ثبات مستوى الاحتياج في يونيو الماضي مقارنةً بشهر مايو الذي سبقه. في لاس فيجاس، على سبيل المثال، قام بنك «ثري سكوير فود» بتوزيع 4.4 مليون وجبة، أي أكثر بنحو 20 ألف وجبة مقارنة بما تم توزيعه في ذروة الإغلاق في أبريل 2020، عندما بلغ معدل البطالة في المقاطعة 33.3%.

تقول جودي تايسون، مسؤولة في بنك ثري سكوير فود، إن التسجيل في برنامج المساعدات الغذائية التكميلية (سناب) غالباً ما يكون مؤشراً جيداً على ما إذا كانت بنوك الطعام ستشهد تضخماً في الحاجة، وقد ارتفعت أعداد قسائم الطعام مؤخراً مرة أخرى في نيفادا، بعد تسجيل انخفاض في الربيع. وفي منطقة لويزفيل الكبرى، كان نحو 150 ألف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي قبل انتشار الوباء، وفقاً لستانلي سيجوالد، أحد مسؤولي بنوك الطعام، الذي قال إن العدد بلغ 200 ألف في ذروة الوباء. وبينما تحسنت الأمور هذا الربيع، صعد العدد مؤخراً إلى 170 ألف شخص. وتقول ناتالي كابليس، الرئيسة التنفيذية المشاركة لبنك الطعام المركزي بكاليفورنيا، إن الزيادة في مزايا برنامج سناب تستحق الإشادة، لكنه لا يزال يترك فجوات تجعل الأميركيين ذوي الدخل المنخفض يتجهون إلى بنوك الطعام.

وتضيف أن الاحتياجات الغذائية في منطقة فريسنو ما زالت تزيد بنسبة 30% عن مستويات ما قبل الجائحة. وفي الوقت نفسه، ما تزال التبرعات من تجار التجزئة منخفضة، وانتهت مساعدات برنامج المساعدات الغذائية لفيروس كورونا CFAP، وبدأت مؤخراً الجولة التالية من برنامج المساعدات الغذائية الطارئة، مما ترك العديد من بنوك الطعام تتدافع للحصول على ما يكفي من الغذاء.

وحصل بنك الطعام في ساحل الخليج، الذي يعمل في ميسيسيبي وألاباما وفلورديا، على 8 ملايين رطل من طعام CFAP قبل انتهاء هذا البرنامج. ويقول الرئيس التنفيذي للبنك، مايكل ليدجر، إن مستويات التبرع تتراجع. وبينما تضاءل انعدام الأمن الغذائي في تلك المنطقة هذا الربيع، ازدادت الحاجة مرة أخرى في الشهر الماضي بنسبة 10 إلى 15%. وتعتبر الزيادة في مزايا برنامج سناب التي أعلنتها إدارة بايدن مؤخراً مهمة، لكن المستفيدين قد لا يشعرون كثيراً بهذه الزيادة. وتأتي الزيادة الدائمة، والتي تبلغ حوالي 27%، والتي تشمل زيادة التضخم بالإضافة إلى مراجعة جديدة لسعر نظام غذائي مغذٍ، تماماً مع انتهاء التعزيز المؤقت المرتبط بالوباء في خطة الإنقاذ الأميركية في 30 سبتمبر. وستزيد ميزة سناب بمقدار 11 دولاراً في أكتوبر المقبل، وفقاً لمتحدث باسم وزارة الزراعة الأميركية.

*صحفية متخصصة في تغطية أخبار الغذاء

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»