ما أجمل الشعور بمبادلة الوطن بالمعروف ولو بجزء يسير مقارنة بما قدمه الوطن لنا وما أمنته لنا الدولة في ظل قيادتها الحكيمة. 
قال الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي في حفل تنصيبه «لا تسأل عما يمكن أن يفعله بلدك لك، اسأل ما يمكنك القيام به لبلدك».
لقد تشرفت بانضمامي كعضو استشاري في« المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة»، وذلك اعترافاً وتقديراً بالجهود التي اتشرف بالإشراف عليها من خلال مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية. ولقد تزامن تسلمي لبطاقة العضوية مع الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، تجسيداً وتقديراً للصورة الواضحة والقوية لما وصلت له المرأة الإماراتية من رقي وتقدم وتطور ومواكبة للعصر الحديث. ويكون ذلك مؤشراً على أن الاستثمار في مجالي المعرفة والثقافة بدأ يؤتي ثماره في مجتمعنا، ويلاقي صدى واعترافاً في المنتديات الدولية.
إن الأمم المتحدة تقوم بجهود كبيرة، وخاصة في المجال الإنساني والثقافي من خلال المؤسسات والهيئات التابعة لها والمعنية بالشؤون الإنسانية والثقافية، وتحديداً منظمة اليونسكو، التي تقدم جهوداً كبيرة في المجال الثقافي والحفاظ على التراث الإنساني. ومن هنا فإن أفق التعاون واسعة جداً، وتضافر الجهود مع هذه المؤسسة الدولية سيسهم في تفعيل عمل المؤسسات الإنسانية لتصبح أكثر فعالية وإنتاجية. 
إن بلوغ هذا الصرح ليس غاية بحد ذاتها ونهاية الطريق، إنما بداية مرحلة جديدة وانتقال نوعي واستمرار للجهود الرامية إلى تعزيز الثقافة وتحصين ونشر القيم الإنسانية السامية. 
لطالما اعتقدنا أن مجتمعاتنا غير قادرة على أن تلحق بركب الحداثة وتطور المجتمعات واكتفينا باستهلاك الأفكار المستوردة وأسقطناها على تقاليدنا وحضارتنا. لكننا في الإمارات حققنا نضجاً ثقافياً وإنسانياً على الصعد كافة، وبلغنا درجة من الثقة، تخولنا أن نقدم تجربتنا الرائدة ونشارك الحضارات الأخرى ونتفاعل ونؤثر فيها. وما كان هذا ليحدث لولا رعاية الدولة وتأمينها للمناخ المناسب من قوانين وتشريعات ودعم استفادت منه المؤسسات الاجتماعية والثقافية، ومنها مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية. 
ستكون لنا مشاركة فاعلة وناشطة من خلال تقديم دراسات وأفكار خلاقة، كما سيكون لنا تفاعل مع دراسات وأفكار الآخرين. وهذا سيسهم بتقديم حلول ومقترحات لها قابلية على التطبيق، وتحظى بقبول مختلف الحضارات والمجتمعات. 
سنفتح المجال للمؤسسات والجمعيات الوطنية والعربية لتقديم أفكارها في مجالات الثقافة والمرأة والتعليم والطفل، بحيث نقوم بلعب دور الجسر بين هذه المؤسسات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة. 
سنعمل على إعداد برنامج عمل تشاركي مع الأمم المتحدة يسهم في التنمية الثقافية والمعرفية للمرأة والطفل في الدول التي تحتاج للدعم المجتمعي والثقافي حتى يمكن الارتقاء بالمستوى الإنساني لتلك الدول والمجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة. 
لقد أسهمت الأمم المتحدة في تحقيق السلام العالمي بعد الحروب العالمية المدمرة، وقد نجحت فعلاً في تجنب الحروب الكبرى. ومازالت تبذل أقصى جهودها لتجنب الحروب والنزاعات الإقليمية، ومعالجة الآثار السلبية الناجمة عن هذه النزاعات، ولا يزال هناك الكثير لفعله في سبيل ترميم المجتمعات وتحقيق العدالة الاجتماعية، وردم الهوات التعليمية والثقافية حول العالم. 
سيكون لدولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي وجود فاعل في المجلس الاجتماعي والاقتصادي والمؤسسات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وسأسعى جاهدةً لأكون وفيةً لسمعة بلدي المشرقة سائلة المولى أن يوفقني في خدمة مجتمعي وثقافتي والإنسانية بشكل عام.

*أستاذ زائر بكلية التقنية العليا للبنات، وباحثة إماراتية في الأمن الاجتماعي والثقافي.