مر عام تقريباً على الاتفاقيات الإبراهيمية، التي أبرمت في 15 سبتمبر 2020 في البيت الأبيض. وما يميز هذه الاتفاقيات عن غيرها في السابق أنها تركز على «السلام الدافئ» أو ما يسمى «السلام بين الشعوب». وقد تمت العديد من الصفقات بعد معاهدة السلام هذه. ولكن من النتائج المثمرة التي تعزز السلام هي الفعاليات التي تؤكد أن الشراكات الجيدة يمكن أن تجعل العلاقات بين الشعوب مكملة لبعضها البعض لتحقيق الهدف المنشود.

ولتحقيق هذه الأهداف، قام أعضاء من مجموعة «شراكة» في صيف هذا العام بزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية في الفترة من 29 يوليو إلى 5 أغسطس لتوضيح الرؤى المتعلقة بالسلام إلى الشعب الأميركي من خلال لقاءات يكون الهدف منها، التأكيد على «السلام الدافئ»، وأن عملية السلام لا تكتمل إلا عندما تشمل عامة الناس.

بناء على ذلك، التقت المجموعة مع منظمات وشخصيات مرموقة للغاية في ولايات ثلاث: نيويورك وبوسطن وأتلانتا، وشملت: القنصليات الإسرائيلية في الولايات الثلاث، والجمعية السفاردية الأميركية، واللجنة اليهودية الأميركية، والمجلس الإسرائيلي- الأميركي، و«مويشي هاوس» للمهنيين اليهود الشباب، ومركز الحقوق المدنية وحقوق الإنسان، ولجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية. كما تمت مقابلة صحفيين بارزين من مجلتي Tablet وForward وتم التعرف على أساتذة متميزين من جامعة «نورث إيسترن» في بوسطن وجامعة إيموري في أتلانتا. إلى جانب ذلك، تمت زيارة الكنائس (اليهودية والمسيحية) للتواصل مع الجاليات اليهودية وغير اليهودية في الولايات المتحدة.

الشيء الرئيسي الذي استنتجته من الاجتماعات والمناقشات في هذه الزيارة إلى الولايات المتحدة، أن الاتفاقيات الإبراهيمية هي في صالح كل دولة وقعت عليها. لكن بشكل عام، احتياج إسرائيل إلى دول الاتفاقيات الإبراهيمية، يأتي انطلاقاً من اعتبارات إقليمية، خاصة ما يتعلق بالمباحثات مع الجانب الفلسطيني وتقرب وجهة نظر تل أبيب خاصة للشعوب العربية، والذي من شأنه تخفيف حدة العداء وتقليص تداعيات حالة عدم التفاهم والتواصل المستمرة منذ عقود. أما الأهمية التي تحملها الاتفاقيات الإبراهيمية، فإنها تسهل عملية التواصل بشكل أفضل مع القاعدة الشعبية في الولايات المتحدة مثل الجاليات اليهودية وحلفائها، ممن لديهم التأثير على صناع القرار.

إن النهج الرئيسي للوصول إلى القاعدة الشعبية في الولايات المتحدة هو من خلال وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية، لذلك، مقابلاتنا ولقاءاتنا مع الصحفيين والأكاديميين المتميزين كانت مهمة للغاية لتوضيح المفاهيم الخاطئة ومواجهة التحديات من دعاة مناهضي السلام خاصة المتعصبين من جميع الأطراف.

لكن النقطة الأساسية في النقاشات تتمثل في تقديم شرح للجمهور الأميركي بأن السلام الدافئ المتمثل بالاتفاقيات الإبراهيمية يلعب دوراً مهماً في تعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة وأيضا يعمل على تقليل وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهذا ما تصبو إليه.

*باحثة سعودية في الإعلام السياسي