بحلول صباح الخميس الماضي، كان لدى رجال الإطفاء المدعومين بالطائرات سبب للاعتقاد بأنهم تمكنوا أخيراً من التغلب على حرائق الغابات التي اندلعت في أجزاء كبيرة من اليونان، خاصة شمال أثينا، وسط ارتفاع قياسي في درجات الحرارة. بيد أن الحرارة الشديدة استمرت طوال النهار، وعادت الحرائق للاندلاع. وفي غضون 24 ساعة، كانت الشرطة تتنقل من مكان لمكان في أقصى الشمال، مما دفع آلاف الأشخاص إلى مغادرة أسرّتهم في الصباح الباكر، حيث طُلب منهم الفرار.
وقال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، في خطاب متلفز عشية عمليات الإجلاء: «يمكن إعادة بناء المنازل، وستنمو الأشجار مرة أخرى، لكن الخسائر البشرية لا يمكن تعويضها».
وقد تجددت الحرائق عبر شبه جزيرة أتيكا، حيث تقع العاصمة اليونانية، في وقت يشهد ارتفاع درجات الحرارة في اليونان وجنوب أوروبا والشرق الأوسط، بما في ذلك تركيا وإيطاليا. واستمرت موجة الحر في اليونان لمدة أسبوع، حيث زادت درجات الحرارة عن 107 فهرنهايت يوم الجمعة الماضي، ومن المتوقع أن يستمر ارتفاعها لأسبوع آخر.
ولا تقتصر درجات الحرارة المرتفعة في اليونان على أتيكا. ففي بلدة أرجوس القديمة في منطقة بيلوبونيز، من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة مرة أخرى بين وسط هذا الأسبوع وآخره، بعد أن وصلت في بدايته إلى 115 درجة فهرنهايت.
وتضافرت درجات الحرارة المرتفعة، الناتجة عن قبة من الضغط المرتفع، مع الظروف الجافة والرياح العاتية، لتحول جزءاً كبيراً من اليونان إلى صندوق من البارود، مع اشتعال عشرات حرائق الغابات في جميع أنحاء البلاد.
ولقي شخصان على الأقل حتفهما حتى الآن في حرائق أتيكا، أحدهما من رجال الإطفاء الذين كانوا يحاولون إخماد النيران. 
وفي إيفيا، وهي جزيرة بالقرب من أثينا، بدأت عمليات الإجلاء ليلة الخميس، حيث تعمل قوارب الصيد جنباً إلى جنب مع السفن الحكومية لإنقاذ السكان. وقال سوتيريس دانيكاس، رئيس خفر السواحل في بلدة إييديبسوس، إن الوضع في الجزيرة كان يشبه «نهاية العالم».
وكانت اليونان قد شهدت حرائق غابات مميتة من قبل. ففي عام 2018، تسبب حريق سريع الحركة بالقرب من أثينا في مقتل أكثر من 100 شخص، بعد أن ضرب المناطق الساحلية في أتيكا. لكن حجم الحرائق المستمرة ودرجات الحرارة المرتفعة، تستنزف الموارد في جميع أنحاء المنطقة. ومن المتوقع أن يأتي رجال إطفاء من فرنسا ورومانيا وسويسرا قريباً لمساعدة زملائهم اليونانيين.
وفي تركيا المجاورة، استمرت الحرائق في الاشتعال لمدة عشرة أيام وتسببت في مقتل ثمانية أشخاص. كما تسببت حرائق الغابات في إحداث فوضى في معظم أنحاء أوروبا، من جزيرة سيردينيا في البحر المتوسط حتى غرب إسبانيا.

آدم تايلور

كاتب متخصص في الشؤون الخارجية 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»