اختارت إدارة بايدن «اليسون كريمنز» من «وكالة الحماية البيئة» لتتولى منصب مدير التقرير الرسمي التالي من الحكومة الأميركية عن عواقب تغير المناخ. والتقرير الذي يُطلق عليه «التقييم القومي للمناخ» قد يحمل أهمية فائقة في إدارة بايدن التي جعلت من تغير المناخ أولوية كبرى.

والتقرير المقرر صدوره بنهاية عام 2023 يمثل مسعى بتفويض من الكونجرس لدعم سياسة المناخ الاتحادية وتقديم المعلومات ومشاركة كل أميركي متضرر من ارتفاع درجات الحرارة وتأثيراتها. ونُشر التقرير السابق عام 2018، وقدم معلومات عن العواقب الوخيمة المحتملة إذا لم تبذل البلاد ما يكفي من الجهود لتقليص الانبعاثات والاستعداد لتغير المناخ، بما في ذلك نوبات الجفاف وموجات الحر الأشد وطأة.

وتتولى «كريمنز»، التي أنفقت عقداً من الزمن في «وكالة الحماية البيئية» الإشراف على التقرير كمدير تقييم في الوقت تنتشر فيه مثل هذه التأثيرات المناخية في الغرب.

وصرحت كريمنز في مقابلة إنه «تزايد وضوح أن تغير المناخ ليس شيئاً يحدث في نقطة بعيدة في المستقبل أو في مكان بعيد لشخص آخر. إنه يحدث لنا هنا والآن. ومع مضينا في أرض بلا خريطة، إنني أعتبر تقييم المناخ القومي أطلساً لمساعدتنا في المضي إلى الأمام». وأكدت «كريمنز» أنها عازمة على جعل هذا التقييم- وهو الإصدار الخامس- الأفضل بين الإصدارات ليكون «مفيداً ويمكن استخدامه» من جمهور كبير مختلف، سواء كان مديراً لموارد مياه، أو مسؤولاً في الصحة العامة، أو صاحب نشاط اقتصادي.

ومضت «كريمنز» تقول: «نتطلع إلى وسائل تجعل التقرير تفاعلياً حتى يستطيع الناس الدخول إلى المعلومات التي يحتاجونها أو المعلومات التي تهمهم أكثر». وستصبح «كريمنز» مسؤولة عن توجيه المسعى الذي يستقي مادته من أبحاث ونتائج 13 وكالة تشارك في «البرنامج الأميركي لأبحاث التغير العالمي»، وهو الهيئة المكلفة بإنتاج التقرير إلى جانب الاستعانة بالخبراء من الخارج.

وأضافت كريمنز «أنا ملتزمة بالفكرة الديمقراطية في الحصول على بيانات ومعلومات المناخ. أعتقد أننا بلغنا ذلك بجمع أصوات كثيرة وبمشاركة طائفة واسعة من التخصصات والخبرات». وتسعى «كريمنز» إلى إنتاج تقرير يمكن فهمه على نطاق واسع و«لا يحتاج إلى درجة عملية متقدمة» لفهمه. وهي ترى أنه إذا كان التقرير من أجل الشعب الأميركي، «يتعين أن يكون بهم ولهم».

وتقرر بالفعل أن يتضمن التقرير مجموعة من الفصول التي تناولتها الإصدارات السابقة. وهذه الفصول تغطي مناطق مختلفة من البلاد والقطاعات الأكثر تضرراً من تغير المناخ، ويضاف إلى التقرير فصول عن الاقتصاد والأنظمة الاجتماعية الإنسانية. وتتولى «كريمنز» الوظيفة كمدير للتقرير بعد أقل من ثلاثة أشهر من خروج «ببتسي ويزرهيد»، عالمة المناخ البارزة التي اختارها مسؤول من إدارة ترامب، للمنصب وانتقالها إلى وظيفة أخرى. وحظيت «ويزرهيد» باحترام واسع لما لها من رصيد علمي متين.

لكن وفقاً لأشخاص على دراية بالموقف، اصطدمت «ويزرهيد» ببعض المسؤولين الاتحاديين في «البرنامج الأميركي لأبحاث التغير العالمي». وتتولى «كريمنز» هذه المهمة بعد أن عملت العامين الماضيين في تنسيق عمل المناخ الذي تقوم به أجنحة السياسة والأبحاث في وكالة الحماية البيئية.

وقبل ذلك، أنفقت «كريمنز» نحو ثمانية أعوام تشارك في عمل التقييم العلمي لتغير المناخ في الوكالة، وتعاملت في هذه الفترة مع «البرنامج الأميركي». وتخصصها الأكاديمي ينصب على علوم المحيطات وحصلت أيضاً على درجة الماجستير في السياسة العامة من كلية جون كيندي للإدارة الحكومية في جامعة هارفارد. وذكرت «جين لوبتشينكو»، نائبة مدير المناخ والبيئة في مكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا في بيان صحفي أن خبرة كريمنز «العميقة في العمل بكفاءة وتعاون داخل النظام الاتحادي ومع الجهات المعنية ستسرع بخطى التقدم الكبير الذي يحدث بالفعل ويساعد في تحقيق تقدم في الوقت الملائم في معركتنا ضد أزمة المناخ».

وستعمل «كريمنز» مع مايكل كوبربيرج، مدير «البرنامج الأميركي لأبحاث التغير العالمي» الذي أعيد تنصيبه في موقعه بعد أن نقلته إدارة ترامب إلى منصب آخر في نوفمبر. ويواجه كوبربيرج وكريمنز تحدي تعويض الوقت الضائع في فترة الانتقال بين الإدارتين. وتؤكد «كريمنز»: «قطعنا خطوات كبيرة بالفعل» فيما يتعلق بعملية إعداد التقرير.

وأضافت: «حددنا الفصول والقيادة للفصول ونبني باقي فريق المؤلفين هذا العام». وإتمام التقييم بحلول نهاية عام 2023 ينطوي على عدة خطوات تتضمن مراجعات متعددة، منها طرح التقرير للمناقشة والتعليق عليه. وأكدت كريمنز قائلة: «نستطيع تحقيق هذا الهدف».

جيسون سيمناو*

*خبير معتمد من «الهيئة القومية الأميركية للمناخ» ومحرر شؤون المناخ في «واشنطن بوست».

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»