في الأيام القليلة الماضية، قامت المؤسسة البابوية التربوية «Gravissimum Educationis» التابعة لحاضرة الفاتيكان، بمنح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسام «رجل الإنسانية»، وذلك خلال احتفال أقيم في «قصر الإمارات» في أبو ظبي.

ليس سراً القول إن هذا التكريم هو الأول من نوعه من قبل الكرسي الرسولي لقيادة عربية، استطاعت وبحق أن تغير الأوضاع وتبدل الطباع، في الإقليم والعالم، وفي وقت تحتاج فيه البشرية إلى فوارس في أطر الإنسانية. التكريم الفاتيكاني لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، جاء عرفاناً بدعمه للجهود المستمرة والمستقرة الخاصة بتعزيز أعمال الإنسانية عامة والإغاثة الدولية بنوع خاص، عطفاً على جهود سموه في الدفاع عن قضايا السلام والتعايش، والعمل جاهداً على إنهاء الصراعات، وتعزيز الحوار، ما تكلل بـ«وثيقة الأخوّة الإنسانية» في فبراير من عام 2019.

قبل نحو عام، وجّه البابا فرنسيس رجاء محبة باسم الإنسانية إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، من أجل استنقاذ أرواح أُخوة في البشرية يقتربون من الموت بسبب الجوع وانتشار الوباء، ومن جرّاء القيود التي فرضت على الحركة وانتقال البضائع والبشر، وباتت قيمة الأخوة الإنسانية تستدعي تحركاً عاجلاً من كل أصحاب الضمائرة الصالحة. لم تتوان الإمارات، وبأسرع من البرق جاء الجواب إذ كانت طائرة تتحرّك من أبوظبي مُحمّلة بنحو خمسين طن من المواد الغذائية والدوائية متوجهة إلى دولة «بيرو»، ثم عبر البرّ لتصل إلى مدينة «إيكيتوس» التي يقطنها نحو أربعمئة ألف نسمة، وتقع على حافة نهر الأمازون، وسط تلك الغابة الكثيفة، وحيث موارد الحياة شبه معدومة. في براءة الوسام الممنوح من الفاتيكان، نقرأ التقدير الكبير للبابا، والبابوية للشيخ محمد بن زايد، والذي تصفه بأنه يمضي قدماً على طريق الأب المؤسس زايد الخير، رحمه الله، وطيب ثراه، والذي وهب نفسه للعمل الإنساني، محلياً وعربياً ودولياً.

ملامح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الإنسانية في الداخل الإماراتي تجلت في وقت أزمة تفشي جائحة كوفيد -19 منذ العام الماضي، إذ لم يتوان عن الاهتمام بكل من وجد على أراضيها، من المقيمين والمواطنين على حد سواء، ومن غير أدنى تفرقة بسبب العِرق أو اللون أو الدين. وعلى صعيد الإقليم سخرت الإمارات الكثير جداً من مساعداتها لعون وإغاثة الأشقاء القريبين في الدول العربية، والعين تغنيك عن أن تطلب الأثر. وعلى الصعيد العالمي، سخّرت الإمارات كافة الإمكانات من أجل دعم القضايا الإنسانية العالمية وظهرت جلياً مواقف الشيخ محمد بن زايد صريحة شجاعة، واتضحت مبادراته عبر أكثر من 135 دولة، تلقت أياد إنسانية بيضاء من قبل الإمارات العربية الصديقة والشقيقة لكل البشر.

وسام الفاتيكان المستحق لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، لمحة تقدمية ستساهم في أن توقظ في الأجيال الجديدة طعم عالم أخوي حقيقي ومسالم، من خلال تركيز الضوء على فارس من فرسان العمل الإنساني.

* كاتب مصري