على حسب دراسة قام بها علماء جامعة «يل» العريقة ونشرت نتائجها مؤخراً، تمكنت التطعيمات التي حصلت على التصريح بالاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة حتى الآن، في إنقاذ حياة مئات الآلاف من الأميركيين، كما أنها نجحت في منع تدهور الحالة الصحية لأكثر من مليون أميركي، وتجنب الاضطرار لحجزهم في المستشفيات، وإدخالهم أقسام العناية المركزة.

هذه النتيجة ليست بغير المتوقعة، في ظل حقيقة أن التطعيمات تعتبر أكبر إنجازات الطب الحديث، إن لم تكن أعظمها على الإطلاق. حيث تمنح التطعيمات حالياً الحماية والوقاية لمليارات البشر، ضد أمراض معدية، لطالما حصدت أرواح الملايين عبر مراحل التاريخ المختلفة، بل إن التطعيمات الطبية نجحت بالفعل في القضاء التام والنهائي على الفيروس المسبب لمرض الجدري، كما شارفت مؤخراً على القضاء على الفيروس المسبب لشلل الأطفال.

ويُقدر حالياً أن التطعيمات توفر الحماية والوقاية ضد 25 مرضاً مُعدياً، بداية من سنوات الطفولة وحتى المراحل المتقدمة من العمر، مثل الدفتيريا، والحصبة، والسعال الديكي، وشلل الأطفال، والتيتانوس.

وتُقدر منظمة الصحة العالمية، أن برامج التطعيمات الدولية والوطنية، تنقذ حالياً حياة من 2 إلى 3 ملايين طفل كل عام. وعلى حسب دراسة علماء جامعة «يل»، قدر الباحثون أن بنهاية شهر يونيو الماضي، كان سيلقى 280 ألف شخص حتفهم بسبب فيروس كوفيد19، لو لم تكن هناك تطعيمات في الشهور السابقة، وهو رقم وفيات أعلى بنسبة 46% من الوفيات التي وقعت بالفعل خلال تلك الفترة، أي أن التطعيمات نجحت في خفض أعداد الوفيات بمقدار النصف تقريباً. وعلى صعيد تدهور الحالة الصحية للمصابين لدرجة تتطلب حجزهم في المستشفيات، فتُقدر الدراسة أن التطعيمات نجحت في إنقاذ مليون وربع المليون شخص من هذا المصير.

وحتى لو افترضنا أن برامج التطعيمات القائمة كانت تسير بنصف المعدل الذي نفذت به بالفعل، فكان هذا التباطؤ وحده سيتسبب حينها في وفاة أكثر من 120 ألف شخص، وحجز 450 ألف آخرين في المستشفيات بسبب تدهور حالتهم الصحية.

وجدير بالذكر أنه يتوفر حالياً 17 تطعيماً مختلفاً، حصلت جميعها على تصريح في دولة واحدة على الأقل، وفي عدة دول في كثير من الحالات، وفي بعض الأحيان على موافقات منظمات دولية، هذا بالإضافة إلى أكثر من 300 تطعيم آخر في مراحل مختلفة من الدراسة والتطوير.

* كاتب متخصص في الشؤون الطبية