تتصدّر صحة الإنسان وسلامته قائمة الأولويات في سياسات دولة الإمارات، ورؤية قيادتها الرشيدة باعتباره رأس المال الأساسي الأغلى الذي لا يمكن أن يعادله أو يوازيه شيء آخر، وهي لذلك توليه جلّ الرعاية والاهتمام، وتسخّر كلّ الإمكانات والطاقات في سبيل حمايته من الأمراض وتوفير أرقى مستويات الحياة والخدمات التي تدفع عنه تهديد الأمراض والأوبئة وتمكّنه من العيش في بيئة صحيّة.
جهود الدولة واهتماماتها في هذا المجال ليست مرتبطة بظرف ولا هي ناتجة عن ردّ فعل على حدث معين أو طارئ مستجد، وإنما هي منهجية تأسست مع قيام الدولة وترسّخت وتجذّرت وتقدّمت مع تقدّمها، وهو ما تدلل عليه شبكة المنشآت الصحية والطبية المنتشرة على امتداد مساحة الوطن، والكفاءات الوطنية التي باتت اليوم تكافئ، بل وتتفوق على نظيراتها العالمية، التي تحرص الحكومة على تعزيزها وتدعيمها وصقل خبراتها وتجاربها من خلال استقطاب الكفاءات المشهود لها من مختلف أرجاء المعمورة، بهدف تبادل التجارب والخبرات معها، ونقل تجاربها المتميزة، يضاف إلى ذلك كلّه ما تضمه مستشفيات الإمارات في القطاعين الحكومي والخاص من تقنيات ومعدّات هي الأكثر حداثة وتقدماً ودقّة.
وحتى في حالات الطوارئ وأقرب أمثلتها جائحة فيروس «كورونا» الذي أربك العالم كلّه، وأرهق الأنظمة الصحية في دول كان يُنظَر إليها كنماذج في تقدم وكفاءة تلك الأنظمة، بل ووضع بعضها على حافة الانهيار، كان النموذج الإماراتي ملهماً في كيفية التصدي لهذا الخطر والحدّ من تأثيره المباشر في حياة الإنسان وصحته، واحتوائه ومنع تفشيه وانتشاره، سواء من خلال الإجراءات الوقائية والاحترازية التي طبقتها والتزمت بها قبل التوصّل إلى اللقاحات وبعدها، أو من خلال توفير الأدوية والعلاجات التي تخفف من أعراضه وتعزز فرص الشفاء منه وتقلل أعدد الوفيات الناتجة عنه، وصولاً إلى الوقاية منه.
في مجال الوقاية وهي قطب الرحى في عملية التصدي للجائحة، أطلقت الإمارات واحدة من أسرع وأوسع وأكفأ حملات التطعيم والتحصين ضد المرض باعتراف مؤسسات ومنظمات ومنابر دولية متخصصة، إذ سارت هذه الحملة وفق منهجية استهدفت حماية الشرائح ذات الأولوية وفي مقدّمة ذلك كبار السن والمرضى الذين لا يوجد مانع طبي يحول دون تلقّيهم اللقاح، وكذلك الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وخصوصاً العاملين في خط الدفاع الأول في مواجهة الفيروس، حتى أصبحت الدولة الأكثر تطعيماً ضد الفيروس في العالم، وفقاً لمؤشر «بلومبيرغ» لتتبع اللقاحات، حيث قدمت نحو 15.5 مليون جرعة بما يكفي لتغطية 72.1 في المئة من سكانها بجرعتين، وهو ما يمهد الطريق للتعافي الكامل والعودة إلى الحياة الطبيعية، شرط الالتزام والتجاوب مع جهود حكومتنا الرشيدة في هذا المجال.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية