لماذا تعد «اليقظة» أيديولوجية منتشرة ومتنامية؟ لقد قرأت العديد من الانتقادات الموجهة لها خلال العامين الماضيين، وأنا أتفق مع معظمها. ومع ذلك، فهي لم تتعمق كثيراً في تفسير سبب استمرار التجاوزات العديدة لحركة اليقظة.

والنتيجة النهائية محبطة: فالترياق المقترح للتصلب المؤسسي الأميركي هو أيديولوجية أقل ما توصف به أنها حمقاء وغير مرنة مثل المؤسسات نفسها. انظر إلى المشاكل التي تواجه النساء الموهوبات في الأوساط الأكاديمية والعلوم. خلصت دراسة إلى أنه «مقارنةً بالرجال، فإن العالمات أكثر تثقيفاً، ونصفهن أكثر نزوعاً للزواج، وثلثهن أكثر احتمالا لإنجاب الأطفال، ونصفهن أكثر قدرةً على الاستمرار في العلم».

والأسباب ليست لغزاً. فنظام الحيازة الأكاديمية الحالي، والذي قد تم تصميمه قبل أن يزداد عدد النساء في الأوساط الأكاديمية، لا يتناسب بشكل جيد مع الساعات البيولوجية للنساء. لقد اقترحت إلغاء أنظمة الحيازة الحالية لصالح نظام أكثر مرونة وتنوعاً لعقود العمل للباحثين. أعترف بأنه اقتراح صعب، والأوساط الأكاديمية لديها العديد من أصحاب المصلحة الراسخين الذين يعارضون مثل هذه التغييرات المهمة، لأسباب تتعلق بكل من الأيديولوجيا والمصالح الذاتية. يعتبر القصور الذاتي والتحيز للوضع الراهن عوامل قوية للغاية في المؤسسات الأميركية غير الربحية، ومعظم الجامعات. وهذا يجعل من الصعب حل معظم المشاكل؛ لذا فقد شرعت أميركا في مسارٍ لإحداث تغييرات هامشية.

يمكن زيادة فترة الاختبار لعام إضافي بعد الحمل، أو تخصيص تمويل لإجراء المزيد من الأبحاث للنساء (والرجال في فترة إجازة الأبوة)، أو منح بعض الباحثين مهام تعليمية مفضلة. هذه التغييرات أفضل من لا شيء؛ لكن يجب أن يكون واضحاً الآن أنهم لن يقوموا بإلغاء أوجه عدم المساواة وعدم المرونة الأساسية للنظام. فأعضاء هيئة التدريس من الإناث لديهن تكليفات غير متكافئة في اللجان، على سبيل المثال، من منطلق الرغبة في تحقيق تمثيل أكثر عدالةً. ومع ذلك، فإن مهام اللجنة نفسها تشكل عبئاً كبيراً على العمل. ويجب التعامل مع اختلال التوازن بين الذكور والإناث في الحياة الأكاديمية كنوع من حالات الطوارئ، لكن المؤسسات التي تتعامل معها بطيئة وبيروقراطية. والآن استخدم فلسفة اليقظة؛ فإحدى الطرق للتفكير في اليقظة هي اعتبارها كمجموعة من الناس الذين يتذمرون بشأن مظالم مختلفة.

لكن في بعض الأحيان لا تكون لديهم خطة جيدة لمعالجة اختلال توازن معين، وعلى طول الطريق يمكنهم إلحاق قدر كبير من الضرر غير المبرر، على سبيل المثال عن طريق إلغاء الأشخاص الذين يقدمون ملاحظات خاطئة حول عدم التوازن بين الجنسين أو قضايا أخرى.قد تكون هذه الانتقادات وغيرها من الانتقادات الموجَّهة إلى اليقظة صحيحة. ومع ذلك، وفي نهاية المطاف، يجب إدراك أن المجتمع غير المستجيب سيولد الكثير من المتذمرين غير المنتجين (وغير المستجيبين). لذا فإن تحليل نقاط الضعف في تكتيكات اليقظة والحجج يخطئ الهدف. عندما لا يبدو أن الحلول العملية متاحة، يلجأ الكثير من الناس إلى التذمر. ويؤدي هذا إلى استنتاج مفاده أنه لن تتم هزيمة اليقظة (أو إدراك المشكلات الاجتماعية) كأيديولوجيا حتى تكون هناك رؤية أكثر إقناعاً وعملية حول كيفية التراجع عن التصلب المؤسسي. وعندما تأتي هذه الرؤية، قد لا تكون مرتبطة بشكل وثيق مع اليقظة، والتي لا تهتم بشكل مفرط بالإدارة الفعالة والتوافق التحفيزي. وفي بعض الأحيان يبدو أن قوى اليقظة تكون فعالة؛ فقد أعلنت بعض المتاحف الكبرى مؤخراً أنها ستعيد المنحوتات البرونزية ذات القيمة العالية التي تم الحصول عليها من غرب أفريقيا إلى بلدانها الأصلية، حيث سرق المحتلون البريطانيون العديد من تلك المنحوتات، وسيساعد استردادها على توحيد تلك البلدان مع جزء كبير من تراثها الثقافي. وربما لم يكن هذا التغيير المبرر ليحدث بدون ضغط من اليقظة. وهناك أسئلة حقيقية حول مدى قدرة نيجيريا وبنين على رعاية مثل تلك المنحوتات التي تم استردادها. لكن هذه الأنواع من المعايير المتشككة لا تنطبق عموماً على أعمال الاسترداد الثقافي الأخرى، كما هو الحال عند إعادة اللوحات التي استحوذ عليها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية إلى أصحابها. وعلاوة على ذلك، نجت الأعمال المعنية وكانت بحالة جيدة حتى سرقتها في عام 1897.ولا يزال هناك العديد من الأعمال المسروقة من غرب أفريقيا (وغيرها) موجودة في المتاحف الغربية، بما في ذلك بعض من أعلى المنحوتات جودةً في بنين. من السهل جداً تخيل تلك المؤسسات، بمفردها، وهي تواصل الحديث عن إعادة المنحوتات ولكنها لا تتغلب أبداً على جمودها وإرسال الأعمال في أي تاريخ محدد. لذلك يمكنك توقع استمرار الضغط من اليقظة، وبعد تحقيق عدد من الانتصارات، قد تزداد حدته. والطريقة الصحيحة للرد على هذا النوع من التذمر هي الدعوة إلى برنامج إيجابي للتغيير. إن العيوب المؤسسية في المجتمع غير اليقظ حقيقية للغاية. وللأسف، هذا هو الحال مع أوجه قصور الحركة التي تشير إليها بصوت عالٍ. *أستاذ الاقتصاد بجامعة جورج ميسون ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»