هذا الحدث العالمي والمحلي في آن، جاء كثمرة جهد أخذ من اهتمام القيادة الرشيدة هماً ثقيلاً، وخاصة بالتزامن مع الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم بلا استثناء من غم جائحة «كوفيدـ 19».
و لكن همة القيادة الرشيدة هي أعلى من غمة الجائحة، ولم ترض بإلغاء هذا الحدث وإن قبلت بتأجيله، في قرار اتسم بالحكمة الشديدة.
لن نذهب بعيداً عن تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عندما شحذ همم الجميع بقوله قبل أيام: 100 يوم عن انطلاقة أكبر تجمع ثقافي عالمي، 100 يوم عن اجتماع 192 دولة في دبي، 100 يوم لانطلاق أكبر حدث دولي بعد الجائحة، ليبدأ العالم مرحلة جديدة من تعافيه، 50 ألف موظف أنجزوا 192 جناحاً، 30 ألف متطوع في انتظار التحليق بالحدث بعد 100 يوم، أهلاً بالعالم في إكسبو 2020 في دبي.
ترى ما السر المبطن في هذا الحدث بحيث ينال درجة رفيعة من الاهتمام من قبل صاحب الشأن الرفيع؟
لو قمنا بعملية «فلاش باك» إلى العام 2020، سنعلم أن العام الماضي، هو الذي كان يفترض فيه تدشين هذا الحدث، لأنه كان مجدولاً ضمن ثلاثة ملفات لاستعداد الإمارات في استقبال مرحلة ما بعد اليوبيل الذهبي للدولة، لقد تم الانتهاء من تدشين ملفين غاية في الأهمية، وهما افتتاح مفاعل براكة، وإطلاق مسبار الأمل إلى المريخ.
و بخصوص استضافة إكسبو فقد شكلت البداية الحقيقية للدخول إلى الخمسين سنة المقبلة. وتعد جميع المشاريع والمبادرات التي تمثل الاتجاه نحو المستقبل، خطوات مهمة تحسب للدولة، من خلالها تمضي عبر المسارات التنموية المستدامة للالتقاء بمئوية الإمارات في العام 2071.
و لقد واصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هذا المشوار إلى العالمية عندما غرد أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في يناير 2020 عبر حسابه بـ«تويتر»..(افتتحت وأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد اليوم «ساحة الوصل» بموقع إكسبو 2020.. قبة واحدة ضخمة ستكون قلب إكسبو النابض الذي سيجتمع حوله العالم من 192 دولة.. 38 ألف موظف يواصلون الليل بالنهار لإنجاز أكبر تجمع عالمي في 2020.. دبي والإمارات تنتظر العالم).
و لم يتوان عن هذا الطريق ولي عهد دبي سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم ففي سبتمبر 2020 غرد على «تويتر»، قائلاً: (زرت اليوم مسار «إكسبو 2020» لمترو دبي... تعلمنا من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ألا نسمح للمتغيرات أن تحوّل مسار أهدافنا.. الظرف العالمي الراهن لم يبعدنا عن مواصلة الاستعداد لاستقبال ضيوفنا ضمن أفضل حدث في تاريخ أعرق المعارض الدولية وأضخمها بجهود فريق نفخر بإنجازاته).
و لم يغب هذا الملف عن ربان سفينة الدبلوماسية في الإمارات ومهندس السياسة الخارجية بالدولة، رغم ثقل مهامه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ففي يناير2020 بلندن أثناء لقائه بوزير الخارجية البريطاني، تم بحث علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في العديد من المجالات، منها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وناقش الجانبان استعدادات المملكة المتحدة للمشاركة في معرض إكسبو 2020 دبي، وأشادا بالتزايد المستمر في أعداد السياح البريطانيين الذين يزورون الإمارات سنوياً والذين تجاوز عددهم 1.4 مليون سائح العام 2019.