أعلن الرئيس جو بايدن يوم الجمعة الماضي عن هدف جديد في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد، لكنه تفادى توضيح كيف أنه لم يتمكن من تحقيق هدفه المتمثل في ضمان حصول 70% من البالغين الأميركيين على اللقاح المضاد للفيروس بحلول 4 يوليو المقبل، وهي انتكاسة نادرة في حملته المستمرة منذ خمسة أشهر ضد الفيروس الذي جعله على رأس أولوياته.
في خطاب ألقاه في البيت الأبيض، قال بايدن إنه تم إعطاء 300 مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا منذ توليه منصبه قبل 150 يوماً، وهو إنجاز قال إنه سيدفع الأمة إلى «صيف مختلف تماماً مقارنة بالعام الماضي، صيف مشرق»، حيث انخفضت الإصابات بالفيروسات والوفيات جراءها بشكل كبير للغاية.
لكن بايدن أقر بأنه لا تزال هناك تحديات رهيبة في مكافحة الفيروس، أهمها أن هناك ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة المؤهلين للحصول على اللقاحات، لكنهم لم يحصلوا عليها. وحذّر الرئيس من المخاطر التي يمكن أن يواجهها هؤلاء الأشخاص من متحور دلتا الأكثر عدوى، والذي يحتمل أن يكون أكثر فتكاً، والذي ينتشر الآن في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى المخاطر التي قد يتحملها الشباب غير الملقّحين. وقال: «كما وعدتكم من البداية، سأقدم لكم دائماً الحقيقة». وأضاف: «والحقيقة هي أن معدلات الوفيات ودخول المستشفيات انخفضت بشكل كبير في الأماكن التي يتم فيها تطعيم الناس. لكن لسوء الحظ، لا تنخفض الحالات والعلاج بالمستشفيات في العديد من الأماكن في الولايات ذات معدل التطعيم المنخفض. إنها ترتفع بالفعل في بعض الأماكن». وقال بايدن، إن الأميركيين «سيحتفلون باستقلالنا عن الفيروس» في عطلة الرابع من يوليو، لكنه لم يشر إلى هدف التطعيم الذي ربطه بذلك التاريخ. وكان بايدن قد قال في أوائل شهر مايو الماضي إنه كان يهدف إلى أن يحصل 70% من البالغين على جرعة لقاح واحدة على الأقل بحلول ذلك الوقت، وأن يتم تطعيم 60% بشكل كامل.

وتشير التوقعات إلى أن نسبة البالغين الذين يتلقون حقنة واحدة على الأقل من اللقاح قد تنخفض إلى 68% بحلول 4 يوليو. ويحذّر بعض الخبراء من أن الولايات المتحدة قد لا تتجاوز الحد الذي وضعه بايدن حتى أواخر يوليو أو حتى أغسطس. ورفض مسؤولو البيت الأبيض والمستشارون الخارجيون أهمية هذا الهدف، قائلين إنهم قلقون أكثر بشأن الاختلافات الإقليمية في معدلات التطعيم والتي قد تسمح بعودة الفيروس.
وبالفعل فقد قامت 15 ولاية معظمها من الساحل الشرقي والغربي، بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا، بتطعيم 70% من السكان البالغين، تسبقها ولاية فيرمونت التي أعطت اللقاحات لـ 84% من البالغين. ويزيد المعدل عن 68% في خمس ولايات أخرى ومن المرجح أن تصل إلى هدف بايدن. لكن الولايات الأخرى ما زالت متخلفة عن الركب ومن المرجح ألا تحقق الهدف، فعلى سبيل المثال، قامت أركنساس بتلقيح 51% فقط من البالغين.
وقال «آندي سلافيت»، الذي كان يعمل كمستشار بارز للاستجابة لفيروس كورونا في البيت الأبيض، قبل أن يتنحى الأسبوع الماضي: «لا يهم 68% مقابل 70%. ما يهم هو نسبة الـ50% في أركنساس مقابل 90% في فيرمونت».
ومع ذلك، فقد جعل بايدن الوباء هو الأمر موضع تركيزه الأكثر إلحاحاً، وسيكون التقصير في تحقيق هدف 4 يوليو هو المرة الأولى التي تفشل فيها إدارته في الوصول إلى المعيار الذي فرضته بنفسها. ولطالما كان يشعر مستشارو الرئيس أن مصيره السياسي سيتحدد إلى حد كبير من خلال كيفية تقييم الجمهور لإدارته للأزمة.
صوَّر بايدن يومَ الاستقلال على أنه علامة رمزية، مما يشكل فرصة للعديد من الأميركيين للعودة إلى الاحتفالات الصغيرة التي أُجبروا على التخلي عنها العام الماضي. وعلى الرغم من أن العديد من الأشخاص الذين تم تطعيمهم سيكونون في وضع يسمح لهم بذلك، إلا أن جزءاً كبيراً من البلاد لم يحصل على التطعيم.
وبحلول 18 يونيو الجاري، تلقى حوالي 64% من البالغين جرعة واحدة على الأقل من لقاح فيروس كورونا، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست»، لكن وتيرة التطعيم تباطأت بشكل كبير منذ منتصف أبريل الماضي، عندما كان يتم إعطاء أكثر من 3 ملايين حقنة يومياً. وانخفض المتوسط في سبعة أيام إلى أقل من مليون جرعة يومياً في أوائل يونيو قبل زيادة لاحقة إلى حوالي 1.3 مليون جرعة يومياً في الأسبوع الماضي.
وقال مسؤولو البيت الأبيض إن «شهراً من العمل» قبل 4 يوليو سيساعد في دفع تلك اللقاحات الجديدة، حيث يشجع المتطوعون على التطعيم بالعديد من الوسائل. وقامت مجموعة من المنظمات بتعبئة شبكاتها الخاصة لدعم الجهود التي يبذلها البيت الأبيض.
لكن العديد من الاستطلاعات لا تزال تجد أن حوالي ثلث الأميركيين ليس لديهم خطط فورية للتطعيم، مستشهدين بالاعتراضات التي تتراوح بين الاعتقاد بأن التهديد قد تم تضخيمه والتدليل على أن الأشخاص الذين أصيبوا من قبل لن يصابوا بالعدوى مرة أخرى. ويقول خبراء الصحة العامة إن الأمة بحاجة إلى مناعة واسعة النطاق لمنع عودة ظهور الحالات في وقت لاحق من هذا العام في مواجهة المتغيرات القابلة للانتقال بشكل متزايد مثل «دلتا» المرتبطة بارتفاع حالات دخول المستشفى في الخارج. وقد حذّر بايدن من تلك السلالة وقال يوم الجمعة الماضي إنها «نوع يسهل نقله بسهولة، ومن المحتمل أن يكون أكثر فتكاً وخطراً، لاسيما على الشباب».
ونظراً لأن هدف بايدن لم يتحقق، فقد ألقت بعض الجماعات الليبرالية باللوم على «الجمهوريين»، بحجة أن مسؤولي الحزب الجمهوري كانوا يقللون باستمرار من خطر الفيروس وفشلوا في تشجيع ناخبيهم على الحصول على التطعيم.

شون سوليفان ودان دايموند*

كاتبان متخصصان في الشؤون الداخلية الأميركية 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»