تعد نظرية العرق النقدية هي البعبع الجديد لليمين السياسي. وتستخدم النظرية، التي ولدت في السبعينيات بين علماء القانون، العِرق كعدسة يمكن من خلالها فحص هياكل السلطة. وأزعم أنها كانت مفهوماً غامضاً نسبياً، ليس لأنه يفتقر إلى الجدارة، ولكن لأنه كان جديداً. وكان ذلك حتى رفعه دونالد ترامب بمهاجمته.
في سبتمبر 2020، أثناء التحضير للانتخابات الرئاسية، مع تأخر ترامب في استطلاعات الرأي، أصدر مكتب الإدارة والميزانية التوجيه التالي: «يتم توجيه جميع الوكالات للبدء في تحديد جميع العقود أو نفقات الوكالات الأخرى المتعلقة بأي تدريب على (نظرية العرق النقدية) أو امتياز الأشخاص البيض أو أي تدريب أو جهد دعائي آخر يُعَلّم أو يقترح (1) أن الولايات المتحدة هي دولة عنصرية أو شريرة بطبيعتها أو (2) أن أي عرق أو إثنية شريرة أو عنصرية بطبيعتها».
كانت نظرية العرق النقدية مجرد أداة تحليلية، لكن بالنسبة لبعض الأشخاص البيض، فإن حقيقة استخدام تفوق البيض بشكل علني لإصابة أنظمة القوة الأميركية بكل من الاضطهاد العرقي والامتيازات العرقية، أمر يصعب التعامل معه. إنه أمر مزعج، ويكشف الأسطورة الأميركية.
لكن نظرية العرق النقدية لا تشخّص الدولة على أنها شريرة، على الرغم من أنه لا جدال في أن بعض الأشرار صمموا بنية القمع العنصري في هذا البلد وأنه لا يزال هناك البعض ممن يساعدون في الحفاظ عليها.
في الواقع، لا أعتقد أن معظم الناس لديهم أي مفهوم حقيقي لماهية نظرية العرق النقدية. إنها مجرد مجموعة من الكلمات التي تلمح إلى التحريض والتظلم: نظرية تذكر العرق وهذا أمر نقدي، أو تنتقده في أذهانهم.
بدأت نظرية العرق النقدية في تمثيل أي تعاليم تتحدى الرواية التي صاغتها أميركا البيضاء عن البلاد، والتي كشفت النقاب عن أي حقائق حاولت إخفاءها أو محوها.
اعتبر البعض أن تحديد وتحدي العنصرية هو أمر عنصري. لم يكن التظاهر بالعنصرية موجوداً، فهذه الجدارة والكسل والتميز وعلم الأمراض، التي تفسر عدم التوازن العنصري.. كان يُنظر إليها على أنها أمور مناصرة للمساواة والتوحيد. لذا فإن اندفاع الولايات في جميع أنحاء البلاد لحظر تدريس نظرية العرق النقدية في المدارس لا يتعلق في الواقع بتهديد حقيقي. عدد قليل جداً من المدارس تقوم بتدريس نظرية العرق النقدية كجزء أساسي من مناهجها، هذا إن وجدت.
ويستخدم «الجمهوريون» دليلَهم المجرب والصحيح للترويج للخوف حول صعود الآخرين وتهجير الأشخاص البيض، والنظام الأبوي الأبيض، والسرد الأبيض المهيمن. أصبحت نظرية العرق النقدية ببساطة أحدث أداة. لقد استُنفِدت سياسات الجناح اليميني في أميركا، بسبب الأفكار حول كيفية المضي قدماً والتقدم كدولة، لذا فهم يركزون بدلا من ذلك على الحفاظ على الوضع القائم: كيف يمكن الحفاظ على القوة والنفوذ في الشكل الحالي (السيطرة غالباً من قبل الأشخاص البيض المستقيمين)؟ وكيف يمكننا العودة إلى الوقت الذي كان لديهم فيه المزيد من القوة؟
يتم ذلك عن طريق إثارة الهستيريا في الأساس حول شيء ما، أي شيء، يهدد بإدماج المزيد من الأشخاص بشكل كامل وتوسيع الحقوق.
لا يختلف الهجوم على نظرية العرق النقدية عن اندفاع الولايات خلال إدارة أوباما لحظر قانون الشريعة في محاكم الولايات، على الرغم من عدم وجود أي تهديد على الإطلاق في الاعتراف بالشريعة أو استخدامها في تلك المحاكم. هذا مجرد امتداد لمؤامرة باراك أوباما الإسلامية السرية ورد الفعل العنيف على وجوده في البيت الأبيض!
في الواقع، في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين لاختيار منافس لأوباما في محاولة إعادة انتخابه، كان المرشحون الجمهوريون يتوقون لإدانة الشريعة الإسلامية. ومع ذلك، في الانتخابات التمهيدية لعام 2016، تلاشت الحملة ضد الشريعة، وتعهد ترامب بمنع المسلمين من دخول البلاد.
يعرف الجمهوريون أن هناك عدداً قليلاً من الأزرار الثقافية التي يمكنهم الضغط عليها لتوليد ما يكفي من الخوف والغضب بسهولة لتنشيط ناخبيهم ودفعهم إلى صناديق الاقتراع: صعود غير البيض، وهجرة الأشخاص غير البيض، وتهديد أمن البيض، وإزاحة قوة وثقافة البيض، والتوسع في حقوق «المثليين» والإجهاض.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»