تعدّ الشائعات سلاحاً بالغ الخطورة، وخصوصاً في فترة الأزمات، كالفترة الحالية التي يعيش فيها العالم أجمع أزمة جائحة «كوفيد-19»، والشائعات تُلحق الضرر بالجهود المبذولة لمواجهة هذه «الجائحة»، وتعرقل محاولات القضاء عليها، ومن ثم تطيل أمَدها. 
والحاصل أن الشائعات بخصوص هذه الجائحة بدأت مع ظهورها قبل نحو عام ونصف العام، وتنوّعت هذه الشائعات وانتشرت في كل دول العالم بلا استثناء، ووجَدت في الكثير منها أرضاً خصبة، وأكثر هذه الشائعات يتعلق باللقاحات، التي يروَّج بشأنها الكثير من الأكاذيب والمعلومات المغلوطة، على النحو الذي يدفع بعض الناس إلى الإحجام عن أخذها على الرغم من أنها تمثّل بالفعل طريقنا للتعافي وعودة الحياة الطبيعية. 
وقد واجهت دولة الإمارات العربية المتحدة أزمة جائحة «كوفيد-19» باستراتيجية شاملة، كانت الشفافية ركناً أساسيّاً فيها، لقطع الطريق على مثل تلك الشائعات، حيث توفّر الجهات المسؤولة منذ بداية «الجائحة» كلّ المعلومات المطلوب معرفتها من قِبل الجمهور، وهناك إحاطات إعلامية دورية لم تتوقف لإطلاع مواطني الدولة والمقيمين فيها على تطورات الأزمة والجهود المبذولة لحصارها. 
وفي ظلّ هذه الشفافية الكاملة التي تتعامل بها الدولة مع «الجائحة»، هناك ثقة كبيرة بكل ما يصدر عن الجهات الرسمية بشأنها، ولا يلتفت الناس إلى ما يتم ترويجه من شائعات بين الفَيْنة والأخرى، وعلى الرغم من ذلك، تَظهر بين الحين والآخر شائعات يتم ترويجها في بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت ذاتَ حضورٍ طاغٍ في حياتنا، وهو ما تسارع الجهات المسؤولة إلى الردّ عليه ودحضه بالدليل والبرهان. 
وخلال الأيام القليلة الماضية، تداول الناس تسجيلاً صوتيّاً في بعض منصات التواصل الاجتماعي بخصوص الوضع الوبائي في الدولة تضمّن بالطبع معلومات مغلوطة ومضلِّلة، وسارعت وزارة الصحة ووقاية المجتمع لنفي ما ورد في هذا التسجيل من أكاذيب، مؤكدة أهمية استقاء الأخبار من الجهات الحكومية ومنصّاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا بالفعل ما يجب أن يكون. 
إن دولة الإمارات العربية المتحدة قدّمت نموذجاً ناجحاً للغاية في مواجهة أزمة جائحة «كورونا»، وهو ما تؤكده وتشيد به الكثير من الدول والمنظمات المعنية بشكل متواصل، ومثل هذه الشائعات التي يروّجها بعض الأشخاص ليست سوى تضليل يسعى إلى تحقيق أهداف خبيثة، أو هي ناجمة عن جهل من يطلقونها، وهم بالتأكيد سيقعون تحت طائلة القانون. وما يجب عمله هو عدم الالتفات مطلقاً إلى تلك الشائعات، والاعتماد بشكل تام على ما تقدّمه الجهات المسؤولة في الدولة من معلومات موثوق بها.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية