اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة سياسات وإجراءات، وطنية ودولية، سعت من خلالها إلى دعم الجهود الرامية للتحول إلى الطاقة المتجددة، انطلاقًا من ضرورة حماية المناخ من التغيرات، وتقليص الانبعاثات الكربونية الضارة، وتنويع مصادر الطاقة، بما يقلّل الاعتماد على النفط ويحمي البيئة والأفراد من مضارّ الوسائل التقليدية المستخدَمة في الطاقة.
واتساقًا مع هذه الاعتبارات، يأتي استقبال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، فرانشيسكو لاكاميرا، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» يوم الأربعاء 5 مايو الجاري، في إطار تحقيق التحول المنشود في قطاع الطاقة العالمي ونشر تكنولوجيا الطاقة النظيفة، وتعزيز الجهود العالمية المبذولة لمواجهة التغير المناخي، إذ بُحثت خلال اللقاء ضرورة ترسيخ مفهوم التعافي الأخضر وتحوله إلى نهج عالمي للتعافي من تبِعات جائحة «كورونا»، وتعزيز العمل المشترك في مجالات حماية البيئة التي تنعكس إيجابيًّا على تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة.
وتحرص دولة الإمارات على تقديم الدعم الكبير لـ«آيرينا»، لدورها البارز في نشر حلول الطاقة المتجددة ومواجهة التغير المناخي على المستوى العالمي، إذ مضى أكثر من عقد على وجود مقرّ «الوكالة» على أرض الدولة، وفي أبوظبي تحديدًا، أسّست من خلاله لحراك عالمي زاخر نحو تعزيز نشر حلول الطاقة المتجددة وصياغة مستقبل هذا القطاع، رافقه اهتمام دولة الإمارات بالتأسيس لاستثمارات تزيد على 12 مليار دولار أميركي، وتمثّل 49 مشروعًا في الطاقة المتجدّدة، الرامية إلى تعزيز التحول في قطاع الطاقة وتطبيق منظومة الاقتصاد الأخضر، وذلك بحسب ما يرِد في «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050».
ويُنظر إلى مدينة «مصدر» على أنها نموذج يُحتذى به في المدن المستدامة ووجهة رائدة لدعم التقنيات المتقدمة والابتكار في مجالات الطاقة النظيفة والتطوير العمراني المستدام على المستوى العالمي، وذلك بوصفها مركزًا يضم مجموعة من الشركاء الرئيسيين والمشروعات الرائدة في مجال التكنولوجيا، أوصلها إلى أن تكون أول شركة إماراتية تتخصّص في قطاع الطاقة المتجددة ونشر الحلول النظيفة على مستوى الدولة والمنطقة والعالم، بما ينسجم مع رؤية وتوجهات قيادة الدولة الرشيدة في تعزيز حلول التنمية المستدامة وتنويع مصادر الطاقة، وترسيخ مكانة الدولة في قطاع الطاقة المتجددة، والإسهام بدور فاعل في دفع عجلة نمو القطاع على المستوى العالمي بمبادرات استراتيجية. وفي هذا الإطار نالت «مصدر» سمعة عالمية، بوصفها إحدى أكثر مدن العالم استدامة، والتجمع الأكبر في المنطقة من حيث المباني ذات الكفاءة العالية في استخدام الطاقة، وتوظيف العديد من الأساليب للحد من استهلاك الطاقة والمياه.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.