كان بديهياً أن الأشهر القليلة الأولى من 2021 سيطغى عليها موضوع كوفيد، ومرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، والمئة يوم الأولى للرئيس جو بايدن في الحكم. والآن وقد باتت هذه المواضيع خلفنا عموماً، إن لم تكن قد رحلت تماماً، قد يكون أوائل مايو وقتاً مناسباً لنسختي من القصص التي ستكون الأهم في 2021. وفي ما يلي أربع منها، ولكن أياً منها ليست بارزة في نشرات الأخبار حالياً: الحال أن اتحاد روسيا مع بيلاروسيا يمكن أن يكون خطراً أعظم. فقد توافق بيلاروسيا على مثل هذا الفكرة، حتى يكون صعباً على حلف الناتو أو الولايات المتحدة التنديد به. غير أن مثل هذا التطور قد يقلب الاستقرار السياسي في أوروبا، ذلك أنه إذا أصبحت روسيا وبيلاروسيا وحدة سياسية واحدة، فإنه لن يصبح هناك سوى شريط رفيع من الأرض فقط يربط البلطيق ببقية الاتحاد الأوروبي - يسمى «فجوة سووالكي». وللأسف، ستقف تلك القطعة من الأرض في طريق اتصال روسيا الجديدة الأكبر بمنطقة كلينينغراد الروسية المعزولة الآن. وبالتالي، فالسؤال هنا هو: هل ستكون جمهوريات البلطيق قادرة على الحفاظ على استقلالها على المدى البعيد؟ الأكيد أنه إذا لم تكن قادرة على ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي سيُظهر أنه كيان عديم القوة كليا وغير قادر على ضمان سيادة أعضائه. 
وحتى في حال لم يكن هناك أي اتحاد سياسي رسمي بين روسيا وبيلاروسيا، فإن التواصل الترابي ووحدة أراضي الاتحاد الأوروبي وسلامتها يمكن أن تصبح قريباً محل أطماع. وعليه، فإن الاتحاد الأوروبي له مصلحة في بيلاروسيا مستقلة أكبر مما يحب أن يعترف به. القصة الرئيسية التالية هي كوفيد- 19 في كوريا الشمالية. فالتجربة الأخيرة في الهند أظهرت أن الوضع يمكن أن ينتقل بسرعة من معتدل إلى شديد. وتزعم كوريا الشمالية عدم وجود أي حالات لفيروس كورونا مسجلة في البلاد، ولكن ذلك أمر غير قابل للتصديق، وسواء تعلق الأمر بالإمدادات الطبية الأساسية أو قدرة المستشفيات – أو ماذا عن الأمراض الناجمة عن مشاكل الجوع السابقة؟ - فهناك بلدان قليلة أقل جدارة بالثقة. وعاجلاً أو آجلاً، ستتفشى السلالات سريعة العدوى هناك، ومن غير المرجح أن يسمح كيم جونغ أون بمساعدة خارجية كبيرة.
البلاد المنعزلة غير مفهومة من قبل الأجانب، ولكن تفشياً واسعاً لكوفيد- 19 ربما يغير سياستها.
القصة الثالثة: هناك حركة في واشنطن، تحظى بدعم جزئي من كلا الحزبين، من أجل تغيير الطريقة التي يموّل بها العلم في الولايات المتحدة. فالسيناتور تشاك شومر يرعى «قانون الحدود اللانهائية»، الذي من شأنه خلق صندوق جديد للعلم والتكنولوجيا بقيمة 100 مليار دولار بهدف دعم الابتكار ومساعدة الولايات المتحدة على التنافس مع الصين. ومشروع القانون عالق حالياً في اللجنة. وفي السياق نفسه، تفضّل إدارة بايدن صندوقاً جديداً بقيمة 6.5 مليار دولار مخصصاً للابتكار في البحث الطبي الحيوي ومصمماً وفق نموذج «وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة»، الذي يشدد على استقلالية الباحث أكثر من تقييم النظراء.
وإذا نجحت هاتان المبادرتان، فإنه يمكن تذكر 2021 باعتبارها السنة التي أعادت فيها أميركا تكريس نفسها للعلوم. ويمكن أن تجني فوائد من تلك القرارات لعقود مقبلة، تماماً مثلما تستفيد الآن من استثمارات سابقة في لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال. 
قصتي الأخيرة هي أيضاً في مجال العلوم: ذلك أن هناك احتمالات جيدة لنجاح بعض اللقاحات المضادة للملاريا التي يجري العمل على تطويرها حالياً. 
فقد وجدت دراسة حديثة فعالية بنسبة 77% للقاح جديد مضاد للملاريا، وهي نسبة أعلى مقارنة مع جهود سابقة، وسترى النور قريباً. وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن الملاريا في 2019 بلغ 409 آلاف على الصعيد العالمي، معظمها لأطفال دون سن الخامسة، في وقت تشير فيه التقديرات إلى 229 مليون حالة. وما زالت عمليات التطعيم غير متاحة، ولكن هذه السنة قد تكون السنة التي بدأت فيها البشرية التغلب على ما يمكن وصفه بأكبر بلاء للصحة العامة في التاريخ. 
عنصر مشترك في كل هذه القصص هو أنها ليست اقتصادية عموماً. ذلك أن الاقتصاد الأميركي من المتوقع أن ينمو خلال العامين المقبلين، أو ربما لفترة أطول من ذلك، ولهذا، فإن الاهتمام بتصريحات الاقتصاديين أخذ يتضاءل. وستظل القصة الرئيسية هي السباق لتطعيم العالم ضد كوفيد- 19، وهذا الجهد سيحفّز تغيرات كبيرة في كل من العلم والنظام العالمي الجيوسياسي، وفي بعض الحالات سيحجبها ويغطي عليها. 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»