تحرص قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على رسم البسمة على شفاه مواطنيها وجعل الفرح حليفهم في كل المناسبات، وهو ما تجسّد أخيراً بأمر صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالإفراج عن 439 من نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية، ممن صدرت بحقهم أحكام في قضايا مختلفة، متكفّلًا سموّه بتسديد الغرامات المالية المستحقة عليهم، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ما يجسّد حرص سموه، وبقية أصحاب السمو في الإمارات، على تعزيز معاني الإنسانية والنُبل، واعتماد المبادرات الإنسانية التي تؤصّل قيم العفو والتسامح.
مثل هذه المكرمة السامية أمر بها كذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، رعاه الله، بصفته حاكماً لإمارة دبي، بالعفو عن 553 نزيلاً من مختلف الجنسيات، وصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالإفراج عن 206 نزلاء من الرجال والنساء، من مختلف الجنسيات بإدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية بالشارقة، وصاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، بالإفراج عن 55 نزيلاً من مختلف الجنسيات، وصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بالإفراج عن 93 سجيناً، ممن أثبتوا أهليتهم وحسن سلوكهم.
مكرمات العفو التي أمر بها أصحاب السمو، تؤكد حرص قيادتنا الرشيدة على منح النزلاء فرصة العودة إلى مواصلة حياتهم بصورة طبيعية، كما أنها ترسيخ لقيم الرحمة والتضامن مع الأسر، التي تحتاج إليها في هذه الأيام الفضيلة، فلا تشعر بغياب أحد أفرادها عنها، ليفتح ذلك العفو الكريم باباً واسعاً أمام الخطّائين لمراجعة أنفسهم، وإدخال البهجة إلى قلوبهم وقلوب أسرهم في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، بما يعزز الروابط الأسرية، ويمنح الأفراد أملاً بأن الماضي أصبح الآن خلفهم، وأن المستقبل أمامهم، وبأن الطريق مشرعة لعيش حياة اجتماعية ومهنية آمنة وناجحة.
لقد دأبت قيادتنا الحكيمة على تأصيل مفاهيم وممارسات التسامح والتراحم، وخصوصاً في هذه الأيام المباركة التي تحلّ على المسلمين في شهر رمضان الكريم، ما يتيح الفرص للتوبة، ويمنح من كان نزيلاً، وعُفي عنه، شعوراً بأنه فرد نافع لأسرته ومجتمعه، في إطار احترام القوانين والامتثال لأحكامها والابتعاد عن كل مخالفة من شأنها الانحراف به عن الطريق القويم، فالفرص دائماً متوافرة للتغيير نحو الأفضل، ودائماً هناك متسعٌ لكي يبدأ الإنسان من جديد دوره المجتمعي الإيجابي ومشاركته الفاعلة في كل مناحي الحياة، ولاسيما الاجتماعية والاقتصادية.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.