في كاليفورنيا، كان طفل في التاسعة من عمره واحداً من بين أربعة أشخاص تعرضوا لإطلاق نار قاتل في وكالة عقارية يوم الأربعاء قبل الماضي. وقبل ذلك بوقت قصير، قُتل 10 أشخاص في مذبحة بمحل بقالة في كولورادو، وثمانية أشخاص أُعدموا في نادٍ صحي في منطقة أتلانتا.
لقد مات من الأميركيين بسبب الأسلحة النارية منذ 1975 فقط، بما في ذلك حالات الانتحار وجرائم القتل والحوادث (أكثر من 1.5 مليون)، أكثر ممن ماتوا في كل الحروب في تاريخ الولايات المتحدة، الذي يعود إلى الحرب الثورية (نحو 1.4 مليون).
ولا أحد يسلم من ذلك. ففي سنة عادية، يتعرض عدد أكبر من الأطفال، من مراحل الطفولة الأولى إلى سن الرابعة، لإطلاق نار قاتل في الولايات المتحدة (حوالي 80) من ضباط الشرطة (نحو 50 أو أقل).
التحدي الرئيسي أمام سياسة فعّالة، هو أن الولايات المتحدة قد يكون لديها الآن أسلحة أكثر من عدد سكانها (330 مليوناً)، لديها نحو 400 مليون قطعة سلاح. ولدى الولايات المتحدة 4% من سكان العالم، ولكن نحو 40% من الأسلحة النارية توجد في أيدي المدنيين.
واللافت هو أنه عندما يفقد الأوروبيون أعصابهم، فإنهم يلكمون شخصاً ما، أما الأميركيون، فإنهم يُشهرون مسدساً. وإذا كان الأجانب يعبّرون عن «غضب الشارع» بالسب، فإن سائقاً في كارولاينا الشمالية عبّر مؤخراً عن غضبه من خلال إطلاق النار على سيارة أخرى، فقتل أماً لستة أطفال. وإذا كان الأزواج العنيفون خارج الولايات المتحدة يرسلون زوجاتهم إلى المستشفيات، فإن الأزواج الأميركيين يرسلون زوجاتهم إلى القبور.
الأسلحة التي تُستخدم في حوادث إطلاق نار جماعي هي التي تحظى بأكبر قدر الاهتمام، وتعكس الترسانةَ الأميركية الآخذة في التغير. أكتبُ هذا المقال من مزرعة العائلة في أوريجون، حيث نشأتُ مع الأسلحة النارية، فهناك 22 بندقية في الخزانة. هذه الأنواع من بنادق القنص نادراً ما تستخدم في الجرائم، ولكن في العقود الأخيرة أصبحت الأسلحة «الرائعة» في بعض الدوائر بنادق عسكرية شبه هجومية مثل بندقية الـ«إيه آر 15» والـ«إيه كي 47» ومسدسات عسكرية مثل الـ«غلوك 17» التي صُممت لقتل الأشخاص.
ويقول مايكل ويسر، وهو مالك متجر لبيع الأسلحة ومؤلف وعضو في «جمعية البنادق الوطنية» (اللوبي الرئيس المدافع عن حمل الأسلحة) و«مجنون الأسلحة»، كما يصف نفسه، والذي دعم أيضاً عريضة لحظر البنادق الهجومية: «إن البنادق الهجومية هي الأسلحة المفضلة عندما يريد أحد قتل أكبر عدد ممكن من الناس»، مضيفاً: «منذ 2012، كان هناك 10 حوادث إطلاق نار جماعي أدت إلى 30 أو أكثر من الضحايا القتلى أو المجروحين. وكل حادث من حوادث إطلاق النار هذه نفّذ بواسطة بندقية «إيه آر» أو«إيه كي».
والواقع أنني أتعاطف بخصوص الهدف، ولكني حذر أيضاً. ذلك أنني لست واثقاً من أنه من الممكن تمرير أي تشريع يتعلق بالأسلحة عبر الكونجرس في الوقت الراهن، وبكل تأكيد ليس حظراً على الأسلحة الهجومية. كما أنه صحيح أنه إذا كان الليبراليون قد أحبّوا حظر الأسلحة الهجومية خلال السنوات العشر التي كان خلالها سارياً، فإنه لا يوجد دليل على أنه أنقذ أرواحاً – ولكنه حوّل بندقية الـ«إيه آر 15» بالفعل إلى أيقونة محافظة، ولهذا، يبدو اليوم أن هناك بنادق «إيه آر» و«إيه كي» في أيدي الخواص أكثر منها في حوزة الجيش الأميركي. كما أن معظم الجرائم والوفيات تتعلق بمسدسات، وليس ببنادق.
غير أن هناك طريقة لوقف انتشار نوع جديد من الأسلحة التي تتكاثر حالياً بدون رادع. إذ يستطيع الرئيس جو بايدن استخدام أمر تنفيذي لمكافحة «الأسلحة الشبحية»، التي تتفادى التقنين والأرقام التسلسلية لأنها تباع في حالة غير مكتملة، أو كمجموعات قطع مجزأة تحتاج لتجميع وتركيب لاحقاً.
ويقول «د. جارن وينتموت»، الخبير في عنف الأسلحة بجامعة كاليفورنيا في ديفيس: «لقد انتشرت الأسلحة الشبحية وهي غير قابلة للتعقب».
وقد جمعت وكالات إنفاذ القانون نحو 10 آلاف سلاح شبح في 2019، وهي تمثّل 30% من كل الأسلحة النارية التي حُجزت في تحقيقات تجارة الأسلحة في كاليفورنيا. وقد استُخدمت «الأسلحة الشبحية» في ثلاثة حوادث إطلاق نار جماعي على الأقل في كاليفورنيا، كما يقول وينتموت.
كما أننا في حاجة إلى عمليات تحقق شاملة في الخلفية الاجتماعية، وقوانين تتعلق بإشارات التحذير، وقيود على حصول الأشخاص الذين لديهم سجل في جرائم عنف على الأسلحة، وأشياء أخرى كثيرة. ولكن بالنظر إلى صعوبة تمرير تشريع حقيقي يتعلق بالسلامة والوقاية من خطر الأسلحة، فإنني أفهم سبب تركيز بايدن حالياً على البنية التحتية بدلاً من تشريع الأسلحة النارية: ذلك أن أي إصلاحات ذات معنى لن تنجح بكل بساطة في المرور عبر الكونجرس، رغم أن أكثر من 100 أميركي يموتون كل يوم من الأسلحة.
غير أنه ينبغي على بايدن التحرك بسرعة لإصدار أمر تنفيذي، وتقليص تهديد «الأسلحة الشبحية»، وجمع بيانات أفضل بخصوص الأسلحة، وإعلان مصادر الأسلحة المستخدمة في الجرائم. كما يتعين على الولايات أيضاً التحرك. ولا شك أن بوسعنا جميعاً المساهمة في إرساء الأسس.
كاتب وصحافي أميركي 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
Canonical URL: https://www.nytimes.com/2021/04/03/opinion/sunday/gun-deaths-united-states.html
  3244795