منذ أن بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة وضع أهدافها الطموحة في تبوؤ مكانة متقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية، وخصوصاً في القطاعات الحيوية غير النفطية ذات القيمة المضافة، فإنها وضعت أمام عينيها أن يكون للكفاءات الإماراتية دور فاعل ومؤثر في صناعة هذه الاستحقاقات، والإسهام بشكل رئيسي في صناعتها وتطويرها، وهو ما يشهد عليه الدور الرائد الذي قام به شباب الإمارات وفتياتها في الإنجازات الأخيرة بالعديد من القطاعات، وأبرزها الفضاء والطاقة النووية.
ففضلاً عن إنجاز مسبار الأمل الذي وصل إلى مداره في المريخ في فبراير الماضي، بأيادٍ إماراتية خالصة، ها هي الكفاءات الإماراتية تُثبت جدارتها من جديد في محطات «براكة» للطاقة النووية السلمية، الكائنة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، إذ كانت في الصفوف الأولى في تحقيق هذا المشروع العملاق والأول من نوعه في العالم العربي، وهو ما برز في إتمام عملية تحميل حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة الثانية، التي قام بإنجازها فريق من الكفاءات الإماراتية المتميزة وفق أعلى معايير السلامة والجودة، إضافة إلى دور هذه الكفاءات في عملية ربط المحطة الأولى بشبكة الكهرباء الرئيسية في الدولة، وتمكّنها في وقت قياسي من امتلاك المعارف والخبرات المتميزة في قطاع الطاقة النووية.
فريق تحميل الوقود النووي المختصّ بتحميل حزم الوقود النووي، والمكوّن من 31 متخصصاً، كان من بينهم 28 مهندساً وفنيّاً إماراتيّاً، عمِلوا على نقل حزم الوقود البالغ عددها 241 حزمة، وتثبيتها في قلب المفاعل الموجود داخل مبنى احتواء المفاعل. فمنذ أن أصدرت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية رخصة تشغيل المحطة الثانية من «براكة» في 9 مارس الجاري، كانت هذه الكفاءات على قدرٍ عالٍ من القدرة على إنجاز هذه العملية التقنية المتطورة، مستفيدة من إنجازها السابق، والمتمثّل في تنفيذ العملية نفسها في المحطة الأولى قبل نحو عام من الآن.
كل هذا التميّز الذي حقّقته الكفاءات المواطِنة، سواء في «براكة» أو «مسبار الأمل»، أو غيرهما من المنجزات، كان بفضل رؤية القيادة الرشيدة وطموحاتها في أن تُبنى دولة الإمارات وتتطور بسواعد أبنائها، من خلال تمكينهم من أقصى درجات المهارة والخبرة، وتعريضهم لأكثر البرامج التدريبية تطوراً، وإمدادهم بكل أدوات الدعم والاهتمام والرعاية التي تنهض بإمكاناتهم المعرفية، وخصوصاً في مجالات العلوم المتقدمة والتقنيات الحديثة، وذلك انطلاقاً من القاعدة التي تأسّست عليها الدولة وتطورت، والتي تقول إن توفير سُبل رعاية الإنسان وتمكينه هما أساس التنمية والحضارة والازدهار.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية