تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، اعتماد واستحداث برامج ومبادرات تعمل على تحقيق طموحاتها التنموية للأعوام الخمسين المقبلة، على مختلف المستويات والصُّعُد، بهمّة عالية، ونَفَس طويل، ورؤية واضحة ومحددة، وهو ما تجسّد في قرارات مجلس الوزراء الأخيرة، التي أُقرّت يوم الأحد الماضي، وفي مقدّمتها استحداث تصريح إقامة العمل الافتراضي، وتأشيرات سياحية متعددة الدخول للجنسيات كافة، واعتماد «استراتيجية الإمارات للخدمات الحكومية» الهادفة إلى جعل حكومة الإمارات الأولى عالميّاً في مؤشرات الثقة والكفاءة.
في هذا السياق، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن حكومة دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مستمرة في تطوير مبادراتها وبرامجها، وفق نموذج حكومي مرن، يرسخ مكانتها الاقتصادية والسياسية عالميّاً، ويجعلها من أفضل الحكومات في العالم في مجال تقديم الخدمات، وتعزيز جودة الحياة لمواطنيها والمقيمين على أرضها. وقال سموّه: «مع تقنيات العمل عن بعد، نوفر فرصة للجميع للعيش في أجمل وآمن مدن العالم. إضافة لذلك، أقررنا اليوم اعتماد تأشيرات سياحيّة متعددة الدخول لكافة الجنسيات.. الإمارات عاصمة اقتصادية عالمية.. وجميع قراراتنا ستكون مبنية على هذه الرؤية».
هذه القرارات التي تحدّث عنها سموّه، إضافة إلى اعتماد قرارات تتعلق بالصعيد الدولي، كالتصديق على اتفاقية التعاون الاقتصادي مع حكومة جمهورية ألبانيا، والانضمام إلى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وعضوية بنك التنمية الجديد لدول البريكس، كلّها تؤكد إصرار القيادة الرشيدة على جعل دولة الإمارات نموذجاً يحتذى به تنمويّاً، وذلك في إطار تعزيز بيئة الأعمال، واستقطاب أصحاب المواهب والعقول، وزيادة تنافسية القطاعات الحيوية، بما يدعم الاقتصاد الوطني، ويعزز موقعها في مؤشرات التنافسية العالمية كافة، وأهمها مؤشر الرقمية الذي يقود في المحصلة إلى الاقتصاد المعرفي.
تقديم كل التسهيلات، التي من شأنها تشجيع الأفراد من أي مكان في العالم على القدوم إلى دولة الإمارات، بقصد السياحة أو الإقامة أو العمل أو الاستثمار، إضافة إلى تعزيز العلاقات مع المؤسسات التنموية الكبرى، كانا نهج الدولة الذي اتبعته خلال السنوات الخمسين الماضية، وسيستمر كذلك في السنوات الخمسين المقبلة، انطلاقاً من مساعيها نحو مواصلة التطوير، وإيمانها بأن التغيير حالة لن تتوقف، وإدراكها أن الأهداف الطموحة لا بدّ من أن تتوافر لها بيئة تتبنى مبادئ الشفافية والحوكمة والمرونة، وتعمل ليلاً ونهاراً من أجل ترسيخ مكانة الدولة التنموية العالمية.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.