حققت الإمارات إنجازات هائلة في التصدي لوباء كوفيد-19، فها هي الآن على مشارف السبعة ملايين حاصل على لقاح مضاد للفيروس، بمعنى أن الوصول إلى المناعة الجماعية، بات قاب قوسين أو أدني، إضافة إلى استمرار الحياة في القطاعات الحيوية، في حين أن دولاً متقدمة جداً لا زالت تراوح محلها، ولم تحقق الحماية المنشودة لسكانها. 
هو إنجاز عالمي أحرزته الإمارات بلا أدنى شك، وكأنه رد صريح وواضح على كل من يحاول عبثاً التشكيك في الأرقام التي حققتها الدولة، وأحرزت من خلالها سبقاً على مستوى العالم في أكثر من مجال. 
ولعل نظام التسجيل في مراكز التطعيمات وسلاسة الإجراءات تعكس خبرة كبيرة في المجال الصحي، خبرة تداركت بسرعة أي خطأ أو تأخير، واستفادت من تجارب سابقة، وتنبأت بأخطار متوقعة، ونجحت في التعامل معها. 
ولعل الأرقام المذهلة التي وصلت إليها الدولة اليوم، تؤكد أن التقدم والتطور في الإمارات يتحققان بالإرادة والتخطيط، من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات في مسيرة دولة بلغت عامها الخمسين. 
نحتاج فقط إلى التركيز على قطاعات معينة كالصناعات المتطورة، لنحقق قفزة نتفوق بها على دول الغرب التي أصابتها كورونا في مقتل وكشفت عن ترهل إداري في نظامها الصحي، يظهر بوضوح في بطء أرقام التلقيح لدى تلك الدول. 
لسنا بالتأكيد بصدد المقارنات، لكن الثناء على الجهود الجبارة المبذولة واجب، في إطار إشادة مستحقة، فالعمل الناجح جدير بالثناء والتشجيع والشكر. 
فالجميع، دون استثناء، يستحق الشكر على هذه الأرقام التي تحققت في زمن وجيز، وبثت الطمأنينة لدى الجميع. وقد لعبت وسائل الإعلام دوراً كبيراً في التوعية، فالأرقام تقول إنها وصلت ونجحت في تحقيق مضمونها والأهداف المرجوة منها، وإلا كيف يتسنى للملايين أن يذهبوا طوعاً لتلقي جرعات التطعيم. 

فقد كانت الجهود الإعلامية منذ بداية الجائحة تعالج كل ما يمكن أن يثير الشكوك أو القلق، والسرعة في الرد والاستجابة، وترسخت ثقة عالية لدى الجمهور بأن هناك فرقاً تعمل بحرص ووصلت لمرحلة الإتقان، وبالتالي الإنجاز الذي جاء مع الثقة بين الجمهور والحكومة. 

بالتأكيد، هناك الكثير من الفترات لأن الجائحة كانت مفاجئة وليس لها خبرات سابقة، إلا أن اليوم نستطيع القول وبصوت واثق إننا نجحنا في التعامل مع أزمة أصابت العالم بأسره، أزمة تسببت في أرقام وفيات مخيفة وأوقفت الحياة الطبيعية. الآن غيوم الأزمة بدأت تنقشع، ونحن نسير في طريق التعافي وعودة الحياة بكل تفاصيلها الجميلة المفتقدة. فالطريق الطويل كاد أن ينتهي، وذلك بفضل جهود نجحت في تحقيق التجاوز والعبور نحو التعافي.