شكّلت قيم المحبة والسلام والتعايش مكونات رئيسة في نهج القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها في عام 1971، إلى أن تحولت الدولة إلى حاضنة لقيم التسامح وثقافته وممارساته، ونموذج ملهم في صون الحريات واحترام الآخر، يؤكده احتضانها أكثر من 200 جنسية، تختلف في لغاتها وأديانها وأعراقها، وتنعم ببيئة تشريعية واجتماعية ودينية ترسّخ المساواة وتجرّم الكراهية والعصبية، وتحارب أسباب الفرقة.
ويُنظر إلى طرح جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية برنامج «بكالوريوس التسامح والتعايش»، البرنامج الأول في العالم، بوصفه اهتماماً جديداً يُضاف إلى سجل دولة الإمارات بترسيخ قيم التعايش والتسامح لدى الدارسين على مستوى التعليم العالي، ذلك أن الجامعات تعدّ حاضنة مهمة لتعزيز هذه الثقافة لدى الطلبة، وجعلها أسلوب حياة ومنهجاً أصيلاً في تعاملاتهم كافة.
وبهذه المناسبة، أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أن طرح جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية هذا البرنامج «خطوة رائدة ترسخ نهج دولة الإمارات ورسالتها في أن تصبح هذه القيم السامية محلّ اهتمام ودراسة واختصاص، بما يسهم في خلق أجيال مزودة بالمعرفة، وقادرة على حمل الأمانة».
كما أشاد معالي عادل بن عبدالرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، خلال المؤتمر الدولي العام الـ31 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي انطلق مؤخراً في القاهرة، بجهود دولة الإمارات المخلصة في دعم وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش، وقبول الآخر والتسامح، واحتضانها «وثيقة الأخوّة الإنسانية» التي وقّعها كلّ من فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في عام 2019، والتي دشّنت مرحلة جديدة من التلاقي بين أتباع الديانات المختلفة.
لقد أدركت دولة الإمارات أن المؤسسات الأكاديمية لا بدّ أن تكون شريكة للمؤسسة الدينية في ترسيخ لغة الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان، وإعلاء قيم التعايش والتسامح، ومدّ جسور الإخاء بين الناس، ولذلك جاء طرح برنامج «بكالوريوس التسامح والتعايش»، الذي يمتد لثلاث سنوات ويتضمّن مساقات تعزز القيم الوطنية في التسامح والتعايش المشترك المرتبطة بإرث الشيخ زايد، ومساقات تركز على دور الإعلام في التسامح والتعايش، ومساقات مرتبطة بمقارنة الأديان والإسلام، ويهدف إلى إعداد خريجين على مستوى عالٍ من المهارة العملية والمعرفة الأكاديمية لنشر ثقافة التسامح والتعايش، بما يسهم في التنمية الاجتماعية المستدامة، ويعُِدّ خريجين على مستوى عالٍ من المهارة والمعرفة في ثقافة التسامح والتعايش.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية