تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً كبيرة من أجل ضمان رفاه جميع فئات المجتمع. وقد وضعت العديد من القوانين والسياسات التي تدعم تنمية المجتمع ورفاهه، إضافة إلى العديد من برامج الرعاية الاجتماعية التي تخدم الأسر والأفراد. وتقوم إمارة أبوظبي بدور فاعل في توفير منظومة رعاية متكاملة، حيث تبادر مؤسّساتها في توفير الخدمات والبرامج المتعددة للمواطنين وتقديمها لهم. ويعدّ برنامج أبوظبي للدعم الاجتماعي واحدًا من البرامج الحيوية المخصّصة في مجال الدعم المالي للأسر المواطنة ذات الدخل المحدود. كما تعنى كثير من المؤسسات بتقديم الخدمات الاستشارية للأسر والأفراد ومساعدتهم في مواجهة مشكلاتهم لتحقيق التماسك والاستقرار بين الأسرة وأفراد المجتمع.
منذ تأسيسها في العاشر من مايو عام 2006، عكفت مؤسسة التنمية الأسرية على النهوض بالأسرة في إمارة أبوظبي، وعملت على تنمية قدرات أفرادها تأكيدًا لدورها في التنشئة الاجتماعية، وإيمانًا منها بالعمل على تحقيق رؤيتها في التنمية الاجتماعية المستدامة لأسرة واعية ومجتمع متماسك ومن منطلق تطوير جودة خدماتها المقدّمة للأسر والأفراد، قامت بإطلاق دليل الكفاءات المواطنة في العمل الاجتماعي، بهدف دعم وتطوير الكفاءات الحكومية المواطنة، في مبادرة هي الأولى من نوعها على مستوى الدولة، سعيًا منها لتمكين وتشجيع موظفي ومقدمي الخدمات الاجتماعية على تطوير كفاءاتهم ومعارفهم ومهاراتهم في العمل الاجتماعي، وصولًا إلى خدمات ذات جودة عالية تلبّي احتياجات المتعاملين، ليعمل هذا الدليل بدوره على تعزيز تكامل الأدوار بين المؤسّسات المعنية، وتوحيد المفاهيم الخاصة به وأشكاله وعناصره، حيث سيسهم في وجود إطار مرجعي للجهات كافة. 
وقد تم إعداد الدليل وتطويره من قِبل فريق من المتخصّصين والخبراء والمستشارين والموظفين في المؤسّسة، لتحديد معايير تقييم الأداء لجميع الموظفين العاملين في المجال الاجتماعي، وفقًا للكفاءات المطلوبة، واستخدام الكفاءات الاجتماعية بمستوياتها في التعيين في المناصب الشاغرة في المجال الاجتماعي وبالاستناد إلى نموذج إدارة المواهب، إضافة إلى الاستخدام الفاعل للكفاءات الوظيفية الاجتماعية في تنمية الموظفين عبر تحديد احتياجاتهم من التدريب والتطوير. ويتكون الدليل من 15 مبدأً من أساسيات المبادئ الاجتماعية، و43 مهارة اجتماعية، و7 سمات اجتماعية أساسية، إضافة إلى 19 كفاءة اجتماعية، ما يجعله دليلًا شاملًا بالفعل. 
لقد حقّقت مؤسّسة التنمية الأسرية خلال الأعوام السابقة العديد من الإنجازات في مجال تطوير البرامج والخدمات المباشرة الموجهة للأسرة بأفرادها كافة ليتجنّبوا الوقوع في المشكلات النفسية والاجتماعية، ويتمكّنوا من التعامل معها وحلّها في مرحلة مبكرة قبل تطورها واستفحالها. وأبرز هذه الإنجازات برنامج «الرعاية المنزلية الاجتماعية للمسنّين»، و«برنامج رخصة الحياة الزوجية»، و«وبرنامج قيادة الأسرة»، إضافةً إلى إطلاق «نادٍ لأطفال وشباب الدار» وبرنامج «رائدات الدار» علاوة على البرامج الأخرى الموجهة للرجل التي تسعى المؤسسة من خلالها إلى تهيئة بيئة اجتماعية تمكينية لإعداد رجل واعٍ ومدرك لدوره في الحفاظ على تماسك الأسرة وتلاحمها. 
ولا شك أن الدليل الجديد سيسهم بشكل كبير في تنمية المهارات والقدرات المهنية لمقدمي الخدمات الاجتماعية، من خلال تحديد احتياجاتهم من التدريب والتطوير المستمر وفق أفضل الممارسات التي تساعدهم على تقديم الخدمات الاجتماعية بكفاءة وفاعلية، لينعم مجتمع إمارة أبوظبي ببيئة آمنة يتحقق فيها النمو التنموي السوي والمتوازن.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية