تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بدور إنساني فاعل وكبير في مختلف بقاع الأرض، وهي لا تغفل عن مدّ يد العون إلى كل الشعوب المتضرّرة من الأزمات والكوارث، أيّاً كان نوعها وموقعها الجغرافي، وذلك إيماناً منها بأهمية رفع المعاناة عن المجتمعات والأفراد الذين هم بحاجة إلى من يقف إلى جانبهم، حتى يعيشوا حاضراً آمناً ومستقبلاً مستداماً من الرفاه والاستقرار.
هذا النهج النبيل في مساعدة المتضرّرين من الشعوب، عُرف عن دولة الإمارات التي مضَت منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في مدّ جسور الخير للبشرية جمعاء، لتستمرّ وتتأصل من بعده، «رحمه الله»، صورُ التضامن والعطاء لدى القيادة الرشيدة، ممثّلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، الذي حرص على مواصلة الرسالة الإنسانية ورعايتها بفيض من الكرم والعطاء. وفي هذا المجال برَزت «مؤسّسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» التي أُنشئت في يوليو 2007، لتكون نقطة مضيئة في العمل الإنساني على الصعُد كافة، المحلي والإقليمي والدولي، حيث وصلت بمشاريعها ومبادراتها إلى نحو 90 دولة في العالم، على مدار 14 عاماً، رسّخت من خلالها قيم العطاء، وعزّزت مسيرة العمل الإنساني الإماراتي.
واستطاعت المؤسّسة خلال العام الماضي تنفيذ مشروعين كبيرين داخل الدولة، حيث نجحت في توزيع المير الرمضاني على أكثر من 36 ألف أسرة مواطنة في كل أنحاء الدولة، وتوزيع وجبات الإفطار الرمضانية للعمال في أماكن وجودهم لتشمل أكثر من 2.7 مليون وجبة في أبوظبي والعين والظفرة. وتنوعت مشاريع المؤسّسة ومبادراتها في عام 2020، في تقديم المساعدات في المدارس والجامعات، والإسهام في تعزيز الأمن الغذائي للمواطنين، من خلال مشروع «المواد الغذائية المدعمة» في المناطق الشمالية. 
وبالرغم من الصعوبات التي تمخضّت عن انتشار وباء كورونا خلال العام الماضي، فإن المؤسّسة واصلت تنفيذ بعض المشاريع المدرَجة على أجندتها، وأهمّها تنظيم حفل الزفاف الجماعي التاسع في مملكة البحرين الشقيقة، الذي ضمّ 1200 شابّ وفتاة، في أواخر فبراير 2020. كما قام وفد من المؤسّسة في مارس 2020 بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة في جمهورية مدغشقر، ليبلغ عدد المستفيدين 32 ألف أسرة، أي نحو 160 ألف شخص. وقدّم فريق المؤسّسة الإغاثي 1300 طن من المواد الغذائية الأساسية والاستهلاكية الضرورية، مثل الأرز والزيت والسردين والفاصولياء والسكر والمكملات الغذائية للأطفال، إضافة إلى الصابون والشمع. كما وقّعت المؤسسة في ديسمبر 2020 اتفاقية مع حكومة إقليم تركستان في جمهورية كازاخستان لبناء مستشفى يحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في مدينة تركستان على مساحة 3.5 هكتار.
إن ما قدّمته مؤسّسة «خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» من أعمال خيرية، أعانت من خلالها الشعوب المعوزة على تجاوز التحديات، جَعَلت العطاء رسالة وممارسة حقيقية تتجاوز الحدود الجغرافية والدينية، وأكّدت أن دولة الإمارات من خلال مؤسّساتها الخيرية، تحولت إلى منارة خير وأمل للعالم، ولا سيما أنها حصدت لقب أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في العالم بالنسبة إلى الدخل القومي، وفق منظمّة التعاون الاقتصادي والتنمية.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.