حين لا يكون للطموح سقف، فحتماً معرض آيدكس الدولي للصناعات الدفاعية العسكرية، والذي يقام كل عامين يمثل محطة هامة ضمن رحلة صعود هذا الطموح إلى ما بعد السماء. وتحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، ونيابةً عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، افتتح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، يوم الأحد الماضي، الدورة الـ15 لمعرض الدفاع الدولي «آيدكس» الذي استمر خمسة أيام، ليصبح أكبر حدث دولي يدشن مرحلة التعافي من «كوفيد-19».
في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة لجائحة كورونا، وتوفير أقصى درجات الاحترازات الصحية وأعلى المعايير الإسعافية، تم افتتاح معرض آيدكس الدولي للصناعات الدفاعية بنسخته الخامسة عشر ومعرض الدفاع البحري نافدكس بنسخته السادسة. ويقام معرض آيدكس في أبوظبي منذ انطلاق نسخته الأولى عام 1993 أي على مدى 27 عاماً من الاستمرارية والنجاح والتميز في رعاية هذا المعرض العالمي الذي يقدم آخر ما توصلت إليه الصناعات الدفاعية، سواء منها ما تعرضه الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال أو الشركات الوطنية والمحلية المتزايدة بشكل ملحوظ في إنتاجها وفي عدد أجنحتها. وهذا علاوة على قيمة الصفقات المبرمة، والاهتمام العالمي المصاحب للمعرض، والتطوير المستمر في بنيته وطريقة العرض وكفاءة المنظمين له، والتميز الذي يحظى به آيدكس عاماً بعد آخر، حيث ضم هذه السنة 900 شركة من 59 دولة حول العالم، و35 جناحاً وطنياً. 
ويعد آيدكس أحد أهم المعارض العالمية المتخصصة في الصناعات الدفاعية وما تنتجه هذه الصناعات من ابتكارات وإنجازات على مستوى العالم، حيث يقدم المعرض -وفي هذه المرحلة تحديداً- فرصاً كبرى للشركات المعنية بهذا القطاع من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والتعافي من جائحة «كوفيد-19» وتداعياتها الاقتصادية، كما أنه رافد اقتصادي كبير لدولة الإمارات والدول المشاركة.
وكُشف خلال المعرض عن عدة صناعات دفاعية هامة، لعل أبرزها إقليمياً ما أعلنته شركة «هالكن» الإقليمية المتخصصة في إنتاج وتوريد الصواريخ الموجّهة بدقّة والتي تتبع الشركة الإماراتية «إيدج»، عن المنظومة «SkyNight» وصاروخ كروز (HAS-250) المضاد للسفن، ومركبة روبوتية مسلحة ومجموعة من الطائرات الحوامة على الأهداف ذات المحركات المتعددة، وهي مجموعة «كيوإكس». وتعد «SkyNight» أول منظومة صاروخية مضادة للصواريخ وقذائف المدفعية وقذائف الهاون تُصمّم وتُصنّع بكل فخر في دولة الإمارات.
إقليمياً، ساهمت المملكة العربية السعودية بجناحها الذي يضم 12 شركة تنضوي تحت إشراف الهيئة العامة للصناعات العسكرية، وتعرض عدة صناعات دفاعية رائدة أهمها على سبيل المثال لا الحصر «مدرعة الدهناء». وقد جاءت المشاركة السعودية إيماناً بدور المملكة في دعم المستثمرين، وتسهيلاً لدخولهم إلى سوق الصناعات العسكرية والأمنية وسعياً لتحقيق الهدف الاستراتيجي لتوطين الصناعات العسكرية، انطلاقاً من مستهدفات رؤية المملكة 2030. وفي هذا الصدد لابد أن نعرج على التعاون العسكري الذي تم على هامش معرض «إيدكس 2021» بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بتوقيع شركة «نمر» لإنتاج الآليات العسكرية التابعة لشركة «إيدج» مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية اتفاقاً بهدف تعزيز التعاون العسكري بين البلدين الشقيقين والقوة الدفاعية المشتركة التي تتميز بالتكامل وروح الشراكة بين الدولتين.
للإمارات قصص نجاح في شتى المجالات، قوامها التحدي والإصرار ورسم سياسة تتجاوز العمران والتطور في مجالات التقنية والعلم والسياحة والاستثمار إلى وضع الإمارات على موقع مؤثر وكبير على خارطة الصناعات العسكرية والدفاعية.. وكيف لا وقد عانقت المريخ بـ«مسبار الأمل»؟! وكيف لا والإنجاز فن وصناعة تتقنها الإمارات؟!

*كاتبة سعودية