انطلاقاً من أهداف «رؤية الإمارات 2021»، الرامية إلى تعزيز التنويع الاقتصادي، وتنمية وتطوير القطاعات غير النفطية، وتحويلها إلى مسهم رئيسي في الناتج المحلي الإجمالي، تواصل حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها في الانتقال إلى اقتصاد معرفي، يقوم على المرونة والابتكار والبحث والتطوير، ويشجّع القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، بما يطوّر من بيئة الأعمال ويعزز من تنافسية الدولة وجاذبيتها للاستثمارات، خصوصاً في ظل ما تتسم به من بيئة استثمارية واقتصادية محفزة، واستقرار سياسي واجتماعي مكّنها من مواصلة النمو، وتحقيق مستهدفات التنمية الشاملة والمستدامة.
وفي ظل تواصل هذه الجهود، زار سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، منظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي (Hub71) التي تحتفل بانضمام أكثر من 100 شركة ناشئة إليها خلال أقل من عامين من إطلاقها. والتقى سموه خلال الزيارة مؤسسي الشركات الناشئة، واطلع على تجاربهم في تأسيس شركاتهم الرائدة، وناقش الخطط المستقبلية لتنمية وتطوير المنظومة لتستقطب رواد الأعمال المبتكرين في قطاعات التكنولوجيا ذات الأولوية في الإمارة وخطط (Hub71) للشراكات الإقليمية والعالمية كمنصة فريدة من نوعها في مجتمع التكنولوجيا العالمي.
وتعكس منظومة (Hub71)، التي تعد مبادرة رائدة لبرنامج «غداً 21»، التزام إمارة أبوظبي باحتضان مبادرات الابتكار التكنولوجي، ومساعدة أصحابها على تأسيس شركاتهم وتحقيق النمو وتعزيز مجتمع تكنولوجي مزدهر وحيوي، عبر إقامة شراكات تجمع بين عوامل التمكين الرئيسية، ومساعدة الشركات الناشئة العالمية على تأمين مصادر رأس المال والتوسع في أسواق جديدة خارج أبوظبي، وقد ارتفع عدد الشركات الناشئة التي جذبتها المنصة من 35 شركة في يناير 2020 إلى 102 شركة، بزيادة قدرها 191 في المئة في عام واحد فقط، وباتت المنصة الآن تضم شركات من إسرائيل وكوريا الجنوبية وجمهورية التشيك ونيجيريا.
وتدعم إمارة أبوظبي مجتمع الأعمال من خلال مبادرات ومراكز ومنشآت عدة، أبرزها مجلس سيدات أعمال أبوظبي، الذي يركز على النهوض بدور المرأة الاقتصادي من خلال دعم مشروعات السيدات الرائدات في الأعمال في الإمارة. كما يسهم مركز أبوظبي للأعمال، في جعل الإمارة مركزاً مهمّاً في المنطقة ونقطة تواصل فاعلة وذكية بين المستثمرين والجهات الحكومية، وترسيخ مرتكزات رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 المعنية بتطوير بيئة أعمال مثالية تجعل من أبوظبي الوجهة المفضلة للأعمال في المنطقة، عبْر تبنّي مشاريع ومبادرات تلبي تطلعات رجال الأعمال والمستثمرين من جهة، وتحسّن موقع الإمارة في تقرير ممارسة الأعمال من جهة أخرى.
إن كل ما تقوم به إمارة أبوظبي من تقديمها الحوافز المختلفة لمجتمع الأعمال، هو استثمار كبير للعنصر البشري، وهو ما تمثّل أخيراً بإعلان حكومة أبوظبي إطلاق برنامج جديد في فبراير الجاري، تحت شعار «ازدهر في أبوظبي»، بهدف تشجيع الأفراد الموهوبين ورواد الأعمال والمستثمرين على الاستقرار في الإمارة، وزيادة التوعية بتصاريح الإقامة الطويلة الأمد، وسبل الحصول على الجنسية، لتمكينهم وعائلاتهم من التركيز على بناء مستقبلهم ضمن بيئة آمنة وداعمة، تسهم في دعم التنمية المستدامة لأبوظبي.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية