يوماً تلو الآخر، تضيف الإمارات إنجازاً جديداً في سجل تميزها عربياً وعالمياً. دولة الإمارات العربية المتحدة شامخة بكل إنجازاتها التي لا تُقاس على مستوى الأرض فقط، وإنما نشهد عظمة ازدهار هذا الوطن في أعالي سماء السحب. أحدث إنجازاتنا تكتسي حلة فضائية إلى المريخ حتماً. انطلق مسبار الأمل متوجهاً يوم الاثنين الموافق 20 يوليو 2020، ووصل بالفعل إلى وجهته قبل 3 أيام، وتحديداً يوم 9 فبراير. إنجاز تاريخي يتزامن مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد بلادنا الحبيبة. يوم الثلاثاء الماضي نجح «مسبار الأمل» في الوصول إلى مداره. سرعة انطلاق المسبار في تنفيذ دورته حول المريخ تستغرق 34.082 كيلومتراً في الساعة، كما أنّ المسافة المقطوعة من الأرض إلى المريخ تبلغ 493.5 مليون كيلومتر، مدة الرحلة 7 أشهر تقريباً، لينتهي المسبار من مهمته الفعلية. والذي يُبهرنا بلا شك أن مسبار الأمل يستعمل جهازاً بداخله لتعقب النجوم، وذلك ليتمكن من معرفة مكانه واتجاهه الصحيح.
الفريق الإماراتي الفذ الذي خطط وأدار ونفذ مشروع مسبار الأمل هم سبب رئيسي وراء هذا الإنجاز العظيم الذي نترقب مخرجاته العلمية، التي ستحفز الأجيال المقبلة على الانخراط في العلوم المتقدمة. خطوة علمية تاريخية تعزز مكانة الإمارات وطناً للمبادرات الإيجابية محلياً وعالمياً، وهذا بفضل القيادة الرشيدة، التي تضع الرؤى وتخطط لتنفيذها على أرض الواقع. خالص التقدير لـ«مركز محمد بن راشد للفضاء» المؤسسة التي طورت واحتضنت هذا المشروع الجبّار مع شركائها الدوليين، ضمن جهود تكللت بنجاح غير مسبوق. 
مسبار الأمل يحتل مكانة مميزة لدى كل من لديه طموح في عالم الفضاء والاستشراف المستقبلي، وبارقة أمل لكل من لديه أفق علمي يخدم البشرية ويسعى لحل مشكلات العالم. أبناؤنا الآن ينتظرون بشغف تفاصيل هذه المهمة العلمية التي يستفيد منه المجتمع العلمي العالمي كله. المسبار يرتقي بمكانة الإمارات العربية المتحدة، ونرتقي نحن بهذا المنجز العلمي الكبير، فلا بد لنا أن نعتز ونظهر اعتزازنا على الملأ. عَمار يا بلادي.