لا حدَّ لطموحات دولة الإمارات وتطلعاتها نحو المزيد من التقدم في مجالات استكشاف الفضاء، فالآفاق ممتدة وواسعة، وما حققته مؤخراً من وصول مسبارها «مسبار الأمل»، إلى المريخ كان بمنزلة ميزة استثنائية خصّ الله بها دولة الإمارات، التي حظيت بقيادة رشيدة واصلت دعمها وتشجيعها للشباب المواطنين، إذ قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله»، على صفحة سموه في «تويتر»: «.. إنجاز استثنائي نهديه إلى زايد، طيب الله ثراه. كان يحلم بهذه اللحظة، وعيال زايد حققوا أمنيته بالإرادة والعزيمة والتصميم».
إن كلمات سموّه المملوءة بالفخر والاعتزاز بشباب الوطن الناجح، تشير إلى أن قيادتنا الحكيمة كانت وما زالت صاحبة رؤية ثاقبة تجاه مستقبل قطاع الفضاء، وقدّمت الدعم غير المحدود لإنجاح أهداف هذا المشروع الوطني الواعد، من خلال التركيز على رفع القدرات الوطنية، باعتبارها من أهم المقومات اللازمة لتحقيق استراتيجياتها في التحول إلى اقتصاد المعرفة. وفي هذا الإطار قامت وكالة الإمارات للفضاء، باعتماد 6 مبادرات رئيسية، لجذب الشباب إلى التخصصات العلمية ذات العلاقة بعلوم الفضاء، ورفدها بالكوادر المؤهلة القادرة على قيادة المهام المستقبلية، وقد شملت تلك المبادرات: تضمين علوم الفضاء ضمن المناهج التعليمية الخاصة في عدد من المراحل الدراسية، وتعزيز مستويات الوعي العام بين الأجيال الناشئة حول أسباب توجه الدولة إلى الصناعات الفضائية، إضافة إلى تقديم تعريف عام حول متطلبات الدخول في عالم الفضاء والاشتراطات اللازمة لذلك. 
كما تضمنت مبادرات «الإمارات للفضاء» إطلاق مجموعة من التحديات والمسابقات الفضائية لطلبة المراحل المدرسية والجامعية، وتأسيس برنامج خاص للمنح الدراسية الداخلية والبعثات التعليمية خارج الدولة، لعدد من التخصصات المطلوبة من قطاع الفضاء، حيث قدمت الوكالة الدعم لأكثر من 50 طالباً لدراسة علوم الفضاء، تجري متابعتهم من قِبل فريق مختص، يضع خططاً هادفة لضمان تطورهم المعرفي والعلمي.
وإضافة إلى ذلك، سيُطلق برنامج المخيمات الفضائية العلمية، الهادف إلى استغلال فترات الإجازة الدراسية لإقامة مخيمات فضائية، تُكسب الطلبة المفاهيم الفضائية الحديثة، ما يتيح لهم معايشة تجربة حقيقية للمشاريع الفضائية الإماراتية والتعرف عليها عن قرب، من خلال الزيارات الميدانية لمواقع ومحطات التحكم خلال فترة المخيمات. وشملت المبادرات أيضاً، تعزيز أعداد العاملين ضمن الجهات العاملة في قطاع الفضاء، عبر التوظيف والاستقطاب وتقديم الحوافز لاستبقاء الكفاءات، ضمن منظومة قطاع الفضاء وجلب كفاءات وخبرات وطنية من الخريجين في التخصصات العلمية، الأمر الذي أدى لمضاعفة عدد العاملين في المشاريع الفضائية ومراكز البحث العلمي، خلال العامين الماضيين، نتيجة لزيادة الاستثمار في القطاع، وارتفاع عدد المشاريع والفرص المتاحة. بالإضافة إلى كل ذلك، هناك برامج التدريب والتأهيل وإشراك الشباب في المحافل العالمية، بهدف اكتساب الخبرة اللازمة لعرض الأفكار العلمية أمام كبار الباحثين والعلماء في وكالات الفضاء الدولية.
لقد أدركت دولة الإمارات منذ وقت مبكر الأهمية الكبيرة لعلوم الفضاء لارتباطها بالعديد من الابتكارات العلمية والتكنولوجية، التي خدمت البشرية على نطاق واسع في مجالات عدة كالصحة، والنقل، والبيئة، والصناعة، والأمن، ولهذا فهي تواصل العمل على تعزيز دورها وإبراز مكانتها على الخريطة الفضائية إقليميّاً وعالميّاً.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.