سيشكّل يوم 9 فبراير 2021 محطةً فاصلة في تاريخ غزو الفضاء وتاريخ الإمارات العربية المتحدة. فهذا العام الذي يواكب ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام دولة الإمارات، يشهد دخول مسبار الأمل إلى مدار كوكب المريخ. ويتعلق الأمر بأول بعثة فضائية عربية بين الكواكب. وكان المسبار قد أُطلق في 20 يوليو 2020 على متن صاروخ ياباني؛ وتتمثل مهمته في دراسة تكوين الغلاف الجوي للكوكب الأحمر. وهو مشروع يعود تاريخه إلى 2014. 
وتطمح الإمارات إلى أن تكون أول قوة تقيم مستوطنة بشرية في المريخ في غضون قرن من الزمن، في إطار مشروع «المريخ 2117»، وهو ما يضع الإمارات على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، وذلك لأن المشروع الأميركي الخاص باستيطان المريخ موجود لدى وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» وشركة «سبيس إكس»، التي يمتلكها «إيلون ماسك». وهذه المقارنة في حد ذاتها تُظهر حجم الإنجاز الذي تحققه الإمارات التي باتت تنافس القوة العظمى الأميركية، على الرغم من الفرق في عدد السكان والناتج المحلي الإجمالي. ويمكن أن نضيف في هذا الصدد أن الولايات المتحدة تعمل على تطوير هذا المشروع بفضل التحالف بين القطاع العام ممثلاً بـ«ناسا» والثروة الشخصية للرجل الأغنى في العالم. وفضلاً عن ذلك، فإن الإنجاز مهم أيضاً عندما نأخذ في عين الاعتبار السبق الزمني وحجم البرنامج الفضائي الأميركي، الذي تطوّر وتعزّز إبان الحرب الباردة بفضل التنافس مع الاتحاد السوفييتي. 
ويعود تاريخ اهتمام الإمارات بالفضاء إلى نشأة البلد، فخلال السنوات الأولى بعيد تأسيس الاتحاد، التقى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع 3 رواد فضاء من برنامج أبولو 17. وبعد ذلك، عقد البلد اتفاقات تعاون مع عدد من الشركاء: اليابان، وروسيا، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، وفرنسا. وفي 2014، أُنشئت وكالة الإمارات للفضاء، ثم مركز محمد بن راشد للفضاء في 2015. 
وأُرسل رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء على متن رحلة روسية في اتجاه المحطة الفضائية الدولية عام 2019. وهكذا، انضمت الإمارات العربية المتحدة رسمياً إلى النادي المحدود للبلدان التي تمتلك سياسة فضائية حقيقية على المستوى العالمي. وعلى مستوى العالم العربي، توجد الإمارات في المقدمة.
أكثر من 5 مليارات يورو هو المبلغ الذي استُثمر في البرنامج الفضائي الذي يوظّف 3 آلاف شخصاً موزعين على 60 جهة و5 مراكز أبحاث. وتقدّم ثلاث جامعات تخصصات في مجال دراسات الفضاء. ويتمثل أحد الأهداف في إثارة اهتمام الشباب بالبحث العلمي وتعلم التخصصات الفضائية من أجل إنشاء منصة إقليمية للخبراء. ويمثّل برنامج «رواد الفضاء العرب» تدريباً مكثفاً لمدة ثلاث سنوات موجهاً إلى الباحثين والعلماء الشباب العرب. وحتى الآن، تلقى البرنامج أكثر من 37 ألف ترشح. 
وإذا كانت السيطرة على النقطة الأعلى والأكثر ارتفاعاً تمثّل امتيازاً استراتيجياً حاسماً في فن الحرب، فإن الفضاء أصبح تلك النقطة التي تسمح بالسيطرة على المواقع الأرضية والهيمنة عليها. والفرق هو أن الفضاء هو أولاً وقبل كل شيء مكان للحركة حيث تُعتبر مواقع الجميع غير محمية ويصعب الوصول إليها، على غرار موقع على الجبل. وكان التنافس على السيطرة على الفضاء أحد أبرز سمات التنافس بين الشرق والغرب خلال الحرب الباردة. وقتئذ، عرّف الرئيس كينيدي الفضاء باعتباره «الحدود الجديدة» للولايات المتحدة. وبالتالي، فإن الأمر يتعلق بتنافس على أراض، وإنْ كانت تقع في الفضاء الخارجي. غير أن هذه الأخيرة لا يمكن أن تصبح موضوع أي شكل من أشكال الامتلاك الوطني، وفق نص اتفاقية عام 1967. فالوصول إليها حر ومفتوح. والأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض لا تنتهك سيادة أحد. 
غير أن الفضاء لا يمكن اختزاله في البعد العسكري فقط، إذ هناك أيضاً مشروع اكتشاف الفضاء بين الكواكب، ذو الأهداف العلمية. وفي هذا الصدد، أضحى سباق الفضاء أحدَ الرموز القوية للحداثة والمعرفة التكنولوجية. وهذه المعرفة أساسية ولا غنى عنها من أجل التواصل، ولكن أيضاً من أجل مكافحة ارتفاع حرارة الأرض، وزيادة الإنتاج الزراعي، إلخ. 
وعلى سبيل المثال، فإن القمر الاصطناعي «خليفة سات» لمراقبة الأرض، الذي أُطلق في أكتوبر 2018 وصُمم ليكون قادراً على التقاط صور بدقة عالية تقدر بـ70 سنتميتراً، مفيد في مراقبة التغيرات البيئية، والتخطيط الحضري والزراعي، وإعداد الخرائط، إضافة إلى دعم عمليات الإنقاذ في حالات الكوارث الطبيعية، سواء لفائدة الفاعلين الحكوميين أو الشركات الخاصة. إنه أول قمر اصطناعي على الإطلاق يصمّم وينفّذ من البداية إلى النهاية في بلد عربي.