تولي دولة الإمارات العربية المتحدة أصحابَ الهمم اهتماماً بالغاً على الأصعدة كافة، حيث تعمل بشكل مستمر من خلال خططها الداعمة ومبادراتها النوعية واستراتيجياتها الوطنية على تحسين الخدمات المقدمة إليهم، وتيسير السبل المناسبة للحصول عليها، لينعموا بالراحة والرخاء على أرض وطنهم. كما تحرص الدولة على حفظ حقوقهم وتوفير المتطلبات الضرورية لهم في المجالات الأساسية كالتعليم، والصحة، والوظائف، وغيرها، ليكونوا أفراداً فاعلين في المجتمع، وبخاصة في ظل ما يمتلكه الكثيرون منهم من مواهب وطاقات يمكن أن تمثل إضافة حقيقية إلى متطلبات عملية التنمية الشاملة التي تعيشها الدولة، والتي يجب رفدها بكل الخبرات والكفاءات من شرائح المجتمع كافة. 
وتعدّ الرعاية الاجتماعية الفائقة التي يحصل عليها أصحاب الهمم من أبرز إنجازات الدولة، وتواصل مؤسساتها المعنية، في ظل توجيهات القيادة الرشيدة، العمل على تحسين جودة الخدمات المقدَّمة لأصحاب الهمم وتعزيز عملية اندماجهم في المجتمع. وفي إطار مواصلة الدولة جهودَها لدعم أصحاب الهمم في الإمارات كافة، تنفذ دائرة تنمية المجتمع بالتعاون مع عدد من الجهات في أبوظبي، 12 مبادرةً بهدف تطوير منظومة الرعاية الخاصة بأصحاب الهمم، وضمان استدامة الخدمات المقدمة إليهم، بما يتناسب مع تطلعاتهم واحتياجاتهم المستقبلية.
وتتضمن المبادرات إنشاء نظام رعاية متكامل لأصحاب الهمم وأُسرهم، على النحو الذي يتوافق مع المتغيرات الحالية ويتسق مع التطور الملحوظ الذي شهدته منظومة القطاع الاجتماعي خلال السنوات الماضية. وتشمل هذه المبادراتُ وضعَ خطة إدارة التغيير لتنفيذ استراتيجية أصحاب الهمم، ومبادرة أخرى تتعلق بمراجعة الأطر التشريعية التي تؤثر في أصحاب الهمم عبر المحاور التي تختص بهم، وذلك بهدف ترسيخ بيئة تشريعية تضمن توفير القوانين والقرارات واللوائح التنفيذية التي تسهّل شؤون الحياة اليومية لأصحاب الهمم ومتابعتهم لأمورهم وتمكّنهم من تحقيق أهدافهم وطموحاتهم.
كما تشمل المبادرات تفعيل التعاون مع المنظمات الدولية، بهدف مشاركة التجارب ونقل الخبرات وتبادل المعرفة حول أحدث السبل والآليات والمنهجيات المتّبعة لرعايتهم، والعمل على تخطيط وتطوير رأس المال البشري في جميع القطاعات، لتوفير الكادر البشري القادر والمؤهل لرعاية أصحاب الهمم وتطوير المهارات المكتسبة الخاصة بهم والعمل على صقلها، وهذه قضية مهمة للغاية، خاصة مع وجود الحاجة المتزايدة للكادر المتخصص في دعم أصحاب الهمم.
وإلى جانب ذلك، تضم المبادراتُ تشجيعَ المشاريع الاجتماعية التي تقدِّم خدماتِها إلى أصحاب الهمم، وتطوير منظومة الحماية الاجتماعية، وإطلاق جوائز التميز في مجال أصحاب الهمم، بهدف تشجيع الجهات والأفراد على تقديم خدمات تنافسية ترتقي بتطلعات إمارة أبوظبي فيما يخص رعاية أصحاب الهمم. وتشمل المبادرات كذلك إطلاق منظومة للبحث والتطوير والابتكار لأصحاب الهمم، إضافة إلى وضع منظومة خاصة لتمويل مستدام لبرامج وخدمات أصحاب الهمم، بهدف ضمان استمرارية البرامج والمبادرات التي يتم إطلاقها ولتحقيق فوائدها على المديين القريب والبعيد.
إن ما تعمل عليه إمارة أبوظبي من خلال تنفيذها للاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم 2020-2024، بمشاركة أكثر من 28 جهة حكومية محلية واتحادية، سيُحدِث نقلة نوعية كبيرة تحقق المزيد من الرعاية والتمكين لفئة أصحاب الهمم وأسرهم، في ظل منظومة متكاملة توفر خدمات ذات جودة عالية، وتواكب أهم المتغيرات التي يشهدها العالم.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية