منذ ظهور أولى الحالات المصابة بفيروس «كورونا» المستجد، أظهرت السياسات الصحية المتّبعة في دولة الإمارات العربية المتحدة براعة لافتة للنظر، وتحولت إلى نموذج يحتذى به على المستوى العالمي؛ إذ تجسّد الإنجاز الأهم الذي سُجّل لها أخيرًا بتبوئها مركز الصدارة العالمية في معدلات تلقي لقاح فيروس «كورونا»، وفق مؤشر «أور وورلد إن داتا»، الذي يرصد بيانات التطعيم ضد الفيروس عالميًّا، إذ برزت الدولة في صدارة المؤشر، يوم الخميس الماضي، بإحرازها أعلى جرعة يومية لكل 100 شخص عند 2.88؛ ما يشير إلى نجاحها في سباق الزمن؛ للوصول إلى المناعة المجتمعية اللازمة لاحتواء الوباء.
لقد توّجت دولة الإمارات إنسانيتها وبراعتها في إعداد الخطط المدروسة في مواجهة الجائحة بتوفيرها اللقاح المضاد للفيروس بشكل مجانيّ في جميع المراكز الصحية في مختلف إمارات الدولة لجميع المواطنين والمقيمين؛ لحماية صحة الأفراد، وتحقيق الوصول للتعافي، الأمر الذي أثبت أن التجربة الإماراتية كانت ولا تزال صاحبة نجاح منقطع النظير في إدارتها للأزمة، من خلال تفكير استباقي يستند إلى الحكمة، وحسن التدبير، والتخطيط الاستراتيجي، واستشراف المستقبل.
وأظهرت فرق الطواقم الطبية استعدادها وجاهزيتها لاستقبال المصابين، وقامت بتقديم أبرع صور الرعاية والعناية الفائقة في المنشآت الصحية المجهزة بـأحدث الأجهزة، والمختبرات، والأنظمة، والبرامج النوعية؛ لوقاية المجتمع من خطر الإصابة بالأمراض. وعملت وزارة الصحة ووقاية المجتمع على توسيع نطاق الفحوصات وزيادتها؛ بهدف الاكتشاف المبكر، وحصر الحالات المصابة بالفيروس والمخالطين لها، وعزلها، واتخاذ الإجراءات العلاجية والوقائية. كما أظهر الكادر الطبي المواطن تفوقًا في الإشراف والعمل الميداني؛ إذ بلغ عدد الأطباء المواطنين أكثر من 2000 طبيب بكفاءات ومؤهلات عالية، كانوا على رأس لجنة الجائحات في الدولة، ولجنة الأمراض المعدية، ولجنة العلاج للأمراض السريرية.
هذه الجهود المتواصلة والنوعية، التي تقدمها دولة الإمارات على الدوام، أسفرت عن حصول وزارة الصحة ووقاية المجتمع أخيرًا على «شهادة الاعتماد العالمي في إدارة الأزمات الصحية» محققةً درجة الفئة البلاتينية، وهي أعلى درجة في فئات التقييم الخاصة بالشهادة، حيث أثبتت الوزارة كفاءتها في إدارة الأزمة، منذ بدء الجائحة، وهي التي تعمل بشكل مستمر على تعزيز صحة المجتمع، من خلال تقديمها خدمات صحية شاملة ومبتكرة وفق معايير عالمية، وتقوم بدور تنظيمي ورقابي في القطاع الصحي باعتماد منظومة تشريعية صحية متطورة ومتكاملة. ويؤكد هذا الإنجاز تطبيق الوزارة والتزامها بالمعايير العالمية؛ ما يعزز مكانتها في مصاف المؤسسات العريقة المطبقة لأفضل الممارسات والمعايير الدولية، كما يعزز تنافسية دولة الإمارات في المجال الصحي. ويأتي هذا الإنجاز الذي حققته وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إلى جانب العديد من الإنجازات السابقة التي سجلتها الوزارة، في ظل إدارتها لأزمة كوفيد-19 الراهنة، مثل حصول منشآتها على تكريم الاتحاد الدولي للمستشفيات (IHF)  في منافسة ضمن أفضل 100 مؤسسة صحية حول العالم من 28 دولة، وغيرها من الإنجازات والإشادات الدولية في إدارة الدولة للأزمة الصحية. إن هذه التكريمات العالمية، التي حصلت عليها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، تؤكد كفاءة المنظومة الصحية بالدولة، وتعكس نتائج استثمارها الطويل في البنية الرقمية الصحية، إضافة إلى جودة استقطابها الابتكارات الطبية؛ لتحسين أساليب الرعاية الصحية.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.