عوّدتنا دولة الإمارات العربية المتحدة دائماً على المبادرات المتميزة والنافعة والمفيدة، فهي بلاد معطاء وصاحبة مبادرات إنسانية فريدة ونوعية لصالح البشرية كلها دون تحيز ولا تمييز. لذلك يقيم في دولة الإمارات منتمون إلى أكثر من 200 جنسية من مختلف القوميات والمذاهب والأعراق والأطياف والأجناس تحت مظلة واحدة، يعيشون في وئام وانسجام ويحظون جميعاً بالاحترام والرعاية والاهتمام، وهو ما تجلى واضحاً في الظروف الصعبة والحساسة التي يمر بها العالم ككل بسبب جائحة كورونا وتداعياتها السلبية التي أضرت بالإنسان في كل مكان وعطّلت عجلة الحياة وأربكت التنمية في أنحاء العالم.
وقد أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الأسبوع الماضي قراراً جديداً مهماً ومميزاً وذكياً، أثبت مرة أخرى أن دولة الإمارات تشمل برعايتها الكريمة جميع سكانها بشكل شفافية وإنسانية، حيث تقرر تجنيس فئات المبدعين والمفكرين والمثقفين وأصحاب الكفاءات العالية والخبرات الطويلة والإنجازات المتميزة والمواهب الفريدة، مع السماح لهم بالاحتفاظ بجنسياتهم السابقة. وهذه بحد ذاتها خطوة ذكية جداً وغير مسبوقة في كثير من الدول، كما أنها خطوة متقدمة ومتطورة، وتمثل تأكيداً على سياسة طالما انتهجتها دولة الإمارات، ألا وهي تقدير المتميزين وأصحاب المواهب وتكريم أصحاب الكفاءات واحتضانهم، بغض النظر عن الدين والعرق والجنس واللون. وهو مما يعزز سجل دولة الإمارات الناصع والمشرّف في الجانب الإنساني، فهي كانت وما تزال تحترم الإنسان وتقدّره لذاته ولعطائه وتفوّقه العلمي والثقافي والفني.. ليحصل على جنسية الإمارات التي يحلم بها كل إنسان في العالم.
لقد عُرِف عن دولة الإمارات دعمُها المتميز لمواطنيها وللمقيمين على أرضها، حيث توفر الأمن والأمان والاستقرار الاجتماعي وتقدّم الخدمات النوعية لصالح الفرد وأسرته، لضمان مستقبله ومستقبل أولاده على جميع المستويات التعليمية والمهنية والاجتماعية.
وباتخاذها القرار المذكور تنضم الإمارات إلى قائمة الدول المتقدمة الكبرى، مثل الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، التي تهتم بالعقول والكفاءات وتحتضن المواهب وأصحاب التميز، والتي استقطبت الكثير من العقول المهاجرة، من علماء وأطباء ومهندسين وكتاب ومفكرين ومثقفين ومبدعين.. عرب وغيرهم، ممن هاجروا من بلدانهم وأصبحوا يخدمون البلدان التي لجأوا إليها فقدّرت عقولهم ومواهبهم وقدّموا لها الكثير من الإنجازات في مجالات تخصصهم. 
وحين تقوم دولة الإمارات اليوم بمبادرة لجذب العقول المتفتحة والنيرة والمبدعة، ولاحتواء الخبرات والمواهب المتفردة، ولاستيعاب الأعمال الجليلة المتميزة.. فهذا يعني أنها عازمة على أن تكون بيئة مثالية للعقول والأدمغة كما هي بيئة مثالية للمال والأعمال والسياحة.. في منطقة مضطربة عصفت بها الحروب والصراعات الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية والإثنية، بعد أن كانت بعض عواصمها مدناً مرموقةً تصنِّع وتصدِّر وتبدع وتكتب وتطبع وتنشر العلم والمعرفة، لكنها أصبحت الآن تصنع فقط توابيت الموتى ولا تكاد تصنع حليباً للأطفال! 

*كاتب سعودي