تعد شركة «كروجر» هي أحدث بائع بالتجزئة يتبنى الأتمتة في الوقت الذي يكون فيه المتسوقون أكثر تفكيراً بشأن الأشخاص الذين يتعاملون معهم وجهاً لوجه.
في الأسبوع الماضي، كشفت سلسلة متاجر البقالة أنها دخلت في شراكة مع مؤسسة الذكاء الاصطناعي «كابر» لنشر عربات التسوق المدعومة برؤية الكمبيوتر في سوبر ماركت في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو الأميركية. إذا نجح التشغيل التجريبي، فستقوم شركة التجزئة بإضافة عربات متصلة بالمزيد من متاجره في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
لدى كروجر الآن 20 عربة تسوق ذكية ذات علامة تجارية مصممة لمعرفة ما يضعه العملاء في الداخل. يمكن للعربات اللاسلكية أن تُحصي إجمالي قيمة ما لديك، وتقدم توصيات، وتسمح لك بالدفع مقابل مشتريات البقالة مباشرة على العربة. وتلغي هذه الأجهزة الحاجة إلى الوقوف في طابور حول الغرباء، أو تمرير المشتريات إلى موظف المبيعات.
على مدار السنوات القليلة الماضية، تم الترويج لعربات التسوق الذكية كوسيلة لخفض تكاليف العمالة، ولحمل العملاء على إنفاق المزيد من النقود وإخراجهم من المتاجر بسرعة أكبر. ومع ذلك، وفقاً لشركة «كابر»، دفع الوباء المزيد من الشركات إلى الاتجاه لتقليل التعاملات المباشرة وسط الوباء المستمر.
قال «ليندون جاو»، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة «كابر» : «في استجابة لوباء كوفيد-19، فإن الطلب على تقنية الدفع الذاتي يدفع بائعي البقالة وتجار التجزئة إلى ابتكار واعتماد تقنيات جديدة تحافظ على سلامة المتسوقين وتسهل عملية الدفع».
تدفع عربات التسوق الذكية العملاء إلى إنفاق المزيد من النقود، لأن السلال يمكنها حساب الإجماليات في الوقت الفعلي، وتعريض الأشخاص لمزيد من مواد التسويق أثناء التسوق، كما تدعي شركة الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، إذا كنت تشتري حبوباً، فقد يوصيك بشراء الحليب أيضاً. تقول الشركة إن إجمالي عمليات الدفع للمتسوق العادي يزيد بنسبة 18% عند استخدام عربات التسوق الذكية..
من ناحية أخرى، فإن طرق التسوق الجديدة ليست رخيصة. يمكن لعربات التسوق الذكية أن تكلف تجار التجزئة ما بين 5.000-10.000 دولار لكل وحدة، وفقاً لسيلفان شارليبوا، أستاذ توزيع الأغذية والسياسات في جامعة دالهوزي الكندية. كما تحتاج الأجهزة لمزيد من الصيانة مقارنة بعربات التسوق البسيطة، والتي تكلف تجار التجزئة أقل من 100 دولار لكل منها. تقول شركة كابر إن معظم شركائها في عربة التسوق الذكية يستردون استثماراتهم في غضون عام.
«كابر»، التي جمعت أكثر من 14 مليون دولار من التمويل، ترى أن تقنيتها لا تهدف إلى استبدال الوظائف، ولكنها توفر المزيد من عمال البقالة لصيانة الممرات أو تقديم خدمة العملاء. تمكن البيانات التي تم إنشاؤها من العربات الذكية شركة التكنولوجيا من تحسين توصيات منتجاتها. يمكن أن تقدم تقنيتها اقتراحات غذائية، بناءً على ما اشتراه عملاء البقالة في الماضي وتوصيات الوصفات، بناءً على ما يضعه المتسوقون في عربة التسوق الخاصة بهم. كما تتقاسم كابر أيضاً معلومات المتسوق مع بائع التجزئة الشريك حتى يتمكن المتجر من إدارة المخزون والتحصيل بشكل أفضل من الناس.
تدير شركة «كروجر» أكثر من 2.700 متجر، وهي ثالث سلسلة بيع بالتجزئة وطنية تختار عربات التسوق الذكية لبدء التشغيل على مدار الـ 12 شهراً الماضية. لم يكن لدى الشركة الناشئة التي تأسست عام 2017 التصريح بالكشف عن أسماء شركاء التجزئة الآخرين حتى الآن. ومع ذلك، في عام 2019، أطلقت اختباراً مع سلسلة البقالة الكندية «سوبيز». كما تعاونت العلامة التجارية أيضاً لأكثر من عامين مع «فودسيلر ماركت»، وهو موقع للمنتجات العضوية في نيويورك.
لا تعد «كابر» هي الشركة الوحيدة التي تدفع بآليات السداد المتقدمة. فقد كشفت شركة «فيف» الناشئة في منطقة سياتل النقاب عن عربة التسوق التي تعمل باللمس في عام 2019. وفي الصيف الماضي، قامت شركة «تراكسبوينت»ومقرها تل أبيب بإحضار برنامج عربة التسوق الذكية إلى أميركا الشمالية، وروجت له كوسيلة لتحويل عربات التسوق العامة إلى آلات ذكية للدفع الذاتي. يأتي تعاون كروجر بعد شهور من إطلاق أمازون لمنتج منافس.
في العام الماضي، قدمت أمازون عربات التسوق الذكية «داش» في أحد متاجرها في وودلاند هيلز، كاليفورنيا. كانت ملاحظات العملاء إيجابية للغاية لدرجة أن أمازون أضافتها إلى خمسة مواقع أخرى في كاليفورنيا ومتجر أمازون فريش في نابرفيل، إلينوي.
تطلب عربات أمازون الذكية من العملاء تنزيل تطبيق على هواتفهم الذكية الشخصية، بينما لا تحتاج عربات «كابر» لذلك. كما تتطلب تقنية أمازون أيضاً أن يكون لدى المتاجر نظام من أجهزة الاستشعار لمراقبة ما يفعله العملاء. لكن مع «كابر»، كل شيء مدمج في العربة نفسها.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيورفس»